ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفه.. يوم ينزل فيه المولي جل في علاه من فوق عرشه الي السماء الدنيا ليباهي بحجيج بيته ملائكته الذين جاءوه شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمته ولم يروا بعد عذابه. فما اعظمه من مشهد.. تمنيت لو كنت بينهم ومعهم اتضرع حلاوة اللحظة.. ادعوه وحده ان يرفع الغمة، ويوحدنا ولا يفرقنا اهدنا ولا تضللنا.. فما احوجنا في هذه الأيام المباركة لتوفيقك ورضاك فاللهم قنا شرور أهلينا وعشائرنا ومكائد إخواننا قبل اعدائنا، وارحمنا سبحانك من سوء الادارة وعشوائية القرار وعجز الحكومة ولعبة الضرائب وشهوة الانتقام وفضح الحسابات وإعادة فتح الملفات وغيرها من الخطايا والسوءات التي تنال من واستقرارنا وتهدد مسيرتنا الثورية. وكلها سلبيات تهدم ولا تبني، تمزق وتفتت أغني الدول والحكومات تعجز عن الصمود امامها وكم من دول وممالك عظمي هلكت عبر التاريخ بفعل هذه الامراض الخبيثة! فما بالك بثورة وليدة لم يشتد عودها بعد تتصارع عليها مافيا المصالح الخاصة وداء الهيمنة علي كل مفاصل الدولة ولو نصبت سيركا من القوانين النشاز والعاب الهواء وابتكرت من حفر ومطبات صناعية تضمن لها دستورا جديدا.. تفصيل علي المقاس او فرضت قوانين ملاكي تكبل الحريات وترسخ لوجودها وأفكارها المجنونة وتعمق من هيمنتها علي كل مفاصل الدولة! للأسف هناك فصائل وفئات لم تستوعب بعد درس الثورة ومعني الاطاحة بمبارك ونظامه بعد ثلاثين سنة من حكم مصر.. رسخ فيها وجوده وعمق شوكته حتي ظنناه لا يرحل، ولكن ارادة الشعب كانت الاقوي والاعظم لم يعقهم حزب ولا أمن دولة ولا مجلس شعب أو شوري أو غيره! ولعلهم يعقلون فمن ثار مرة لن يهدأ الا بعد تحقيق كل أهدافه!!