الحمد لله كثيرا أن وفقني الله والملايين من ضيوف الرحمن لأداء فريضة الحج .. منذ الأربعاء الماضي وحتي الأمس عشت والملايين من حجاج بيت الله في أجواء إيمانية وروحانية عطرة مفعمة بالمشاعر الجياشة في طاعة الله نتضرع اليه ونلتمس مغفرته يحدونا الأمل في النجاه في العتق من النار الجميع تركوا الأهل والمال والولد وارتدوا ملابس الاحرام البيضاء التي تشبه الكفن بلا جيوب يريدون وجه الله.. اكتست شوارع مكة بداية من المسجد الحرام مرورا بمشعر مني والمزدلفة وانتهاء بعرفات الله باللون الأبيض المميز للحجيج أثناء صعودهم لآداء ركن الحج الأعظم .. ساعات طويلة قضيناها علي جبل عرفات في طاعة الله حيث التوسل والرجاء وطلب المغفرة والغفران .. شاهدت الدموع تنساب من العيون والأصوات ترتفع بالابتهال والدعاء والبكاء في مشاهد تنخلع لها القلوب والجميع ينتظرون أن يتجلي الله عليهم في السماء الدنيا ليباهي بهم ملائكته قائلا (انظروا يا ملائكتي الي عبادي قد جاءوني شعثا غبرا يرجون رحمتي اشهدكم يا ملائكتي اني قد غفرت لهم). وبعد غروب شمس يوم عرفات كان مشهد النفرة الكبري أكثر روعة وجمالا في سلسلة جميلة امتدت الي عرفات الي المزدلفة حيث استقر الحجاج لذكر الله وجمع الجمرات استعدادا لرجم إبليس اللعين وقضاء ساعات الليل في مناجاة مع الله. وانتهي المطاف بضيوف الرحمن عند مشعر مني والذي لايزال بحق يمثل مشكلة المشاكل والمعاناة الكبري بالنسبة للحجاج خاصة المصريين حيث التكدس والزحام الشديد لضيق الوادي الذي يزدحم بما يقرب من 3 ملايين حاج في مكان لا يتسع الي أكثر من نصف مليون حاج وخلال أيام التشريق الثلاثة عاني الحجاج كثيرا من عدم النظافة وتراكم القمامة وسوء دورات المياه وانفجار مواسير المجاري بالشوارع وتزداد المعاناة في الذهاب والعودة الي جسر الجمرات بعد أن عادت ظاهرة الافتراش هذا العام بشكل كبير بعد أن كانت قد اختفت في السنوات الماضية ليغلق ملايين الحجاج بأجسادهم شوارع مني وهم نيام ويتسببون في احداث شلل كامل في حركة المرور وانتشار الأوبئة والأمراض. ورغم كل الصعاب فانه بعد عودة الحجاج الي بيت الله الحرام لآداء طواف الإفاضة عادت السعادة اليهم وغمرتهم السكينة بعد الانتهاء من فريضة الحج والعودة باذن الله الي أهلهم وذويهم وقد غفر الله لهم.