يقف أكثر من أربعة ملايين حاج جاءوا من جميع أنحاء العالم على جبل عرفات الاثنين، ليؤدوا الركن الأعظم في فريضة الحج، ويتجه الحجاج ابتداء من فجر اليوم إلى عرفات ليقضوا نهاره في معية الله بعدما فرغوا من قضاء يوم التروية في مني اقتداء بسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم. وامتدت قوافل الحجاج الذين قضوا يوم التروية الأحد في منى، بطول الطريق الواصل بين "منى" و"عرفات" والبالغ نحو 15 كيلومترا في الساعات المبكرة من صباح اليوم الاثنين. وكثفت قوات الشرطة والقوات الأمنية، التي انتشرت بكثافة، من جهودها لتنظيم حركة السير وتأمين تدفق الحجاج على عرفات. وبدأ منذ فجر الاحد تصعيد الحجيج إلى عرفات الله، بعضهم حرص علي قضاء مساء الاحد في صعيد منى، لقضاء يوم التروية اتباعا لسنة الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم، ومعظمهم تم تصعيدهم مباشرة الي عرفات حرصا علي سلامتهم بسبب الزحام الكبير وما قد يترتب عليه من مشاكل ومتاعب للحجاج،خاصة وأن حج هذا العام يشهد زيادة كبيرة في أعداد الحجيج قدرتها السلطات السعودية بحوالي 20 ٪ عن عام 2009، وقدرت بعض المصادر عدد الحجيج هذا العام بما يقترب من 5 ملايين حاج من كافة الجنسيات، بالاضافة إلى حجاج الداخل. وسيتواجد مئات الالوف من ضيوف الرحمن الاثنين حول مسجد نمرة لاداء صلاة الظهر والاستماع إلى خطبة عرفة ويؤدون صلاة العصر جمع تقديم، كما تحرص أعداد كبيرة من الحجاج على الذهاب إلى جبل الرحمة اقتداء بسنة الرسول الكريم، وبعد غروب شمس اليوم يبدأ الحجيج في الافاضة إلى مزدلفة ليؤدوا صلاتي المغرب والعشاء بعدها يجمعون الحصوات التي يستخدمونها في الرجم طوال ايام التشريق. ويتوجه الغالبية العظمى من الحجيج بعد قضاء الليل أو جزء منه بمزدلفة، إلى مشعر مني لاستكمال مناسك الحج لرمي الجمرات ومنهم من يتوجه الي مكة أولا لاداء طواف الافاضة والسعي استعدادا للتحلل من الاحرام، وذلك بعد أن أجاز بعض العلماء التوجه لمكة أولا. وقد اعلنت السلطات السعودية الطواريء القصوي في مكة والمشاعر المقدسة استعدادا لتصعيد الحجيج وافاضتهم من عرفات وتأمين تحركاتهم وتوفير جميع اوجه الرعاية لهم.