اليوم يقف ملايين المسلمين علي جبل عرفات بقلوب خاشعة وعيون دامعة, طالبين العفو والمغفرة من الخالق البارئ المصور العزيز, في مشهد مهيب, مكبرين: لبيك اللهم لبيك, انه يوم العتق ويوم المغفرة. وما أحوجنا في هذه الأيام المباركة ان نتضرع إلي الله العزيز الحكيم أن يغفر لنا ذنوبنا وان يلهمنا الرشاد, في أمور ديننا ودنيانا. وقد حملت الأحاديث النبوية الكثير من الأدعية المستحبة في هذا اليوم المبارك وفضله فقد قيل إنه يوم اكمال الدين واتمام النعمة, ففي الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين, آية في كتابكم تقرءونها, لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا, قال أي آية؟ قال: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا المائدة:3 قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه علي النبي صلي الله عليه وسلم, وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. وقال صلي الله عليه وسلم: يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب رواه أهل السنن, وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه قال: نزلت أي آية( اليوم أكملت) في يوم الجمعة ويوم عرفة, وكلاهما بحمد الله لنا عيد. كما ان صيامه يكفر سنتين: فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: يكفر السنة الماضية والسنة القابلة. وانه يوم المباهاة, حيث روي عن ابن عمر أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن الله تعالي يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة, فيقول: انظروا إلي عبادي, أتوني شعثا غبرا, وفي الختام فإن خير الدعاء في هذا اليوم ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة, وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لاشريك له, له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير. الله تقبل