بدر محمد بدر مع إشراقة هذا اليوم المبارك.. يوم الجمعة.. يحتفل أكثر من مليار و800 مليون مسلم في أنحاء العالم، بعيد الأضحي المبارك، هذا العيد الذي يأتي كل عام بعد أداء فريضة العمر وهي حج بيت الله الحرام، فهنيئا لمن أدي المناسك وتكبد المشاق وأخلص في الدعاء، وهنيئا لمن أطاع الله ورغب بصدق في حج بيته، وأخلص النية لأداء الفريضة في العام المقبل، ما استطاع إلي ذلك سبيلا. اليوم عيد .. فكل عام وأنتم أيها القراء الأعزاء والقارئات الفضليات جميعا بخير، ويا رب يأتي العيد المقبل ونحن في أمن وأمان، وفي فضل منك ونعمة وعافية، اللهم أنعم علي بلادنا بنعمة الاستقرار والحرية والعدالة والنهضة والتقدم، وارزق أمتنا قوة ورفعة ووحدة وازدهارا .. يا رب فرج كرب المكروبين وهم المهمومين وأنعم بالصحة والعافية علي المرضي والمصابين، وارفع الظلم عن المظلومين، وبارك اللهم في جهود المخلصين، حتي ينعم هذا الوطن بالحرية والعدالة والنماء. وأعياد المسلمين تبدأ بالتكبير والتحميد والتهليل، وينطلق الدعاء من قلب المؤمن إلي عنان السماء، حمدا لله سبحانه علي تمام النعمة، وشكرا له عز وجل علي التوفيق للطاعة .. إنها أيام فرح وسرور ولهو مباح، وهي أيضا أيام أكل وشرب كما قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم، تتجلي فيها أروع صور التكافل والتراحم بين المسلمين، في ذبح وتوزيع لحوم الأضاحي علي الأهل والأقارب، لزيادة أواصر المودة والمحبة، وعلي الفقراء لإغنائهم عن الحاجة في هذا اليوم. واليوم يصل أكثر من ثلاثة ملايين حاج جاءوا من كل فج عميق، بعد أن وقفوا فوق جبل عرفات إلي مني، بعد أن جمعوا الحصي من المزدلفة لرمي الشيطان، ومنهم من يعود إلي مكةالمكرمة بعد رمي جمرة العقبة الكبري ليطوف طواف الإفاضة، حتي يمكنه التحلل من ملابس الإحرام، ليبقي بعدها يومين أو ثلاثة في مني لرمي بقية الجمرات، لقد وقف هؤلاء خاشعين فوق جبل عرفات يبتهلون إلي الله عز وجل بالدعاء والتضرع أن يتقبل الله منهم أداء الفريضة، وأن يعفوا عنهم. ولا شك في أن فريضة الحج لها خصوصية شديدة لدي الشعب المصري، ويشعر كل من اختاره الله لأدائها بفرحة غامرة، ربما كانت الأجمل في حياته كلها، إنها حالة من الشعور بالرضا والطمأنينة والقرب من الله، تدفع البعض لإقامة الأفراح والزينات أياما عديدة، وما يستتبعه ذلك من أعمال البر والإحسان والصدقات، إنه شعور لا يقدره إلا من يجربه، ولا يشعر بحلاوته إلا من أكرمه الله بتذوقه، فاللهم اكتب أداء فريضة حج بيتك الحرام لمن اشتاق لها، ورغب وبذل من أجل أدائها. والحج هو عبادة العمر، أي عبادة مفروضة علي الإنسان المسلم مرة واحدة في حياته، ومن زاد عن ذلك فهو متطوع، ويؤديها المسلمون في مكان واحد، وفي زمان محدد، والحج تذكير دائم بضرورة وحدة الأمة، وتنبيه مستمر بأن قوة المسلمين في وحدتهم، مهما اختلفت الألوان واللغات والأوطان، هو إذن جزء من التذكير الإلهي المستمر للأمة بأهمية الوحدة وخطورة التفرق، فإلهنا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة، وقرآننا واحد، فلماذا إذن نتفرق ويعادي بعضنا بعضا؟! وفي هذه الأيام المباركة .. أيام التشريق .. أدعو الله عز وجل أن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء، وأن يمن علينا بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، وأن يوحد صفوفنا علي الحق، وأن يبارك وحدتنا ويجمع شملنا، وأن يبدل أمورنا إلي خير حال، وأن يحقق آمالنا في بناء وطننا الغالي.