خالد جبر خروف .. ولكنه ليس كأي خروف.. أنزله الله ليفتدي به سيدنا اسماعيل ليعطينا أكثر من درس.. طاعة سيدنا ابراهيم للأمر الالهي، وانقاذ اسماعيل ليكون العرب من ذريته والرسول الكريم من أحفاده.. وليجعلنا نحتفل في كل عام بذبح ملايين الخرفان.. وهنا السؤال المهم : هل نحن نحتفل كل عام بذبح الخرفان أم نحتفل بتطهير الدنيا منها؟ المذبحة والتطهير.. وجهان لعملة واحدة، ولفظان يحملان نفس المعني ..الخلاف الوحيد هو أين تقف أنت ..هل أنت من المذبوحين أم من الذين يدعون للتطهير. فعلها محمد علي عندما أراد أن يطهر مصر من المماليك فكانت مذبحة القلعة.. وهي كانت مذبحة بمعني الكلمة.. وفعلها الملك فاروق عندما أراد أن يطهر الجيش الذي لم ينفذ أوامره وتحداه في انتخابات نادي الضباط فقام بمذبحة لقياداته انتهت بثورتهم وانقلابهم عليه.. وفعلها جمال عبد الناصر مع القضاة الذين رفضوا الانضمام لتنظيم الاتحاد الاشتراكي وتحدوه في انتخابات ناديهم فأخرج أكثر من مائتي قاض في حركة واحدة تحت شعار تطهير القضاء أطلق عليها فيما بعد مذبحة القضاة.. وفعلها السادات فيما سماه هو تطهيرا وسماها الناس مذبحة سبتمبر، فقتل هو بعد أيام منها في عيد النصر. التطهير هو الشعار الذي رفعه هؤلاء ..والمذبحة هي الاسم الذي وصف به الواقفون علي الجانب الآخر من هذا الموقف .. وهو الموقف الذي يواجهه الآن الكثيرون من قضاة وصحفيين .. تحت اسم التطهير تكون المذابح، ولا ينجو منها سوي الأقوياء والمحظوظين ..نجا اسماعيل من الذبح, بأمر من الله ونجا أمين بك الذي قفز بحصانه من فوق سور القلعة ..وتحول محمد نجيب وزملاؤه الي حكام مصر بعد شهور قليلة من ذبحهم .. وأصبح المستشار مدحت المراغي بعد ذبحه رئيسا للمجلس الأعلي للقضاء بعد رحيل من ذبحه أو طهر القضاء منه وعاد زملاؤه الي مناصبهم في القضاء. وعاد قتلة السادات وجلسوا في الصفوف الأولي في الاحتفال بالذكري ال39 لنصر أكتوبر وال31 لقتل بطل أكتوبر.. ولكن بقي الصحفيون ..فهل هناك من ينقذهم. اليوم يذبح كل منا أضحيته ..ويوزعها علي الفقراء والمحتاجين.. وكعادتنا سوف تمتلئ الشوارع بالدماء في مظهر لا يصح أن يكون في هذا الزمان .. واذا قال المؤيدون لهذه الطريقة في الذبح أنها سنة عن الرسول الكريم .. أقول لهم : صلي الله عليه وسلم.. ولكن اذا كنا نتحدث عن السنة النبوية الشريفة فلماذا ننسي سنته مع من اختلفوا معه وعارضوه بل وأذوه ايذاء شديدا.. لم يذبحهم ولم يطهر الدنيا منهم ..قال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء..فكانت النتيجة هي أنهم دخلوا في دين الله أفواجا .. ولو كان قد ذبحهم، أو طهر مكة منهم لما دخلوا في الإسلام.. ولما أصبح الإسلام اسلاما ولما أصبح دين التسامح والمحبة ولتحول الي دين التصفية والانتقام. وحتي لا يفهم أحد أننا ضد التطهير، أؤكد أن التطهير ضرورة لكل الناس.. وقد كنت دائما ضد الفساد ومع الطهارة.. وقد أمرنا الله بأن نطهر أنفسنا من الخارج والداخل ..والأخيرة أهم .. ولكن الله لم يأمرنا بالذبح سوي للبهائم .. وما عداهم فإن الصفح أولي .. والتحقق قبل أي اتهام ضرورة كي لا نظلم أحدا أو نأخذ العامل بالباطل .. وحتي لايكون التطهير مذبحة .. ويتحول كل الناس الي خرفان لا حول لهم ولا قوة . فلنرفع شعارا آخر غير التطهير لأنه بالتأكيد سيتحول الي مذبحة سيظلم فيها أناس كثيرون .. وليكن شعار المحاسبة .. بلا تشفي أو انتقام ولا بلاغات كيدية أو مجهولة المصدر.. وأن يكون سيف القانون وحده هو الذي فوق الجميع . فالعصر الذي نعيش فيه يجب أن يكون عصر القانون بحق وليس بالكلام . عندما يخرج شيء من حياتك .. لا تحزن . فقط انظر الي السماء وقل يارب عوضني بأحسن منه. شيئان يدمران الانسان.. انشغاله بالماضي وهو مايجعله يفكر في الانتقام..وانشغاله بالآخرين وهو مايجعله غيورا حاقدا. اللهم امنحني القوة لأقاوم نفسي .. والشجاعة لأواجه ضعفي.. واليقين لأتقبل قدري .. والرضا ليرتاح عقلي .. والأمان ليطمئن قلبي. في العيد هاتلاقي ناس غريبة بتسلم عليك وتقول لك كل سنة وانت طيب ..ماتخافش دول أصحابك بس مستحميين.