عبدالقادر محمد على قد يظن البعض ان الخروف هو الأتعس حظا علي الإطلاق، فليس أمامه أكثر من 42 ساعة يرحل بعدها إلي البطون مشوي ومحمر ومسلوق مع الفتة بالتوم. ولكنني أختلف في الرأي مع هؤلاء وأري أن الخروف أسعد حظاً من غيره لأنه لا يدري شيئا عن غده ، ولا يدرك حقيقة مصيره المحتوم علي يد الجزار ، وهذه نعمة يُحسد عليها. أما التعساء الحقيقيون فهم بنو البشر الذين حباهم الله بنعمة العقل والتفكير، فأدركوا ما يدور حولهم، وهداهم تفكيرهم إلي أن القادم أسوأ، ولذلك يزداد حقدهم علي الخروف الهادئ المطمئن كلما اقترب موعد ذبحه، ولسان حالهم يقول: »جتنا نيلة في حظنا الهباب« !