محمد البهنساوى اليوم نصعد بمشيئة الله الي صعيد عرفات استعدادا لقضاء الركن الأعظم للحج وهو الوقوف بعرفة.. لحظة ايمانية رائعة ندعو الله أن يكتبها لجميع المسلمين.. ومنذ أن وطئت قدماي الاراضي المقدسة قبل ايام ولا تفارقني مصر بهمومها والامها وامالها وأثق أن هذا هو شعور كل مصري بين جموع الحجيج.. الكل يتابع الاخبار الواردة من مصر.. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن معظمها أخبار تثير الشعور بالقلق.. من خلافات علي تأسيسية الدستور الي صورة ضبابية تحيط بمستقبلنا السياسي.. بين أغلبية لا يختلف اثنان علي أنها تسعي للسيطرة والاستحواذ.. ولا يصدر منها ما يزيل المخاوف العديدة منها.. وقوي وطنية نسميها مجازا بالمعارضة تمزقها الفرقة.. ويجمعها التناحر ليس من أجل الوطن في معظمه.. حوادث ومشاحنات ومظاهرات واضرابات.. قلق ينتاب المصريين اولا حول مستقبل بلدهم وثانيا حول لقمة عيشهم اتفقت وزملائي المرافقين لي في تلك الرحلة الايمانية ان يكون جل دعائنا لمصر في يوم عرفة.. راجين أن يستجيب الله لدعائنا..ان يحفظ مصر من كل سوء ويقيها شرور أبنائها قبل أعدائها.. ان يحقق حلمنا الذي خلناه بسيطا وقريبا ببلد نحيا فيه حياة كريمة تقوم علي العدل والمساواة.. أن ينعم الله علي احزابها وسياسييها بنعمة العقل والضمير وتغليب مصلحة البلد علي الاهواء الشخصية والمارب الذاتية.. أن يعيد مصر كما كانت دائما منارة للعلم والدين.. قبلة المسملين للباحثين عن الاعتدال والوسطية.. وأن يدفعها لمقدمة أمتها العربية التي بكل تأكيد ستضل الطريق دون قيادة وريادة مصر.. ان ينزع من قلوب أبنائها البغضاء والاحقاد والتشاحن ويرزقهم فضيلة القناعة دون النظر للاخرين ونعمة العقل حتي نري المنحدر التي تقف عليه بلادنا لنحاول جذبها بعيدا عنه بدلا من ان ندفعها لتهوي بمنحدر سحيق لا عودة منه اللهم أننا أودعناك مصر فاحفظها برعايتك وعنايتك.. ربنا لا تأخذ مصر بشطط وطمع وجشع أبنائها.. اللهم آمين آمين يا رب العالمين .