ممتاز القط شعرت بالحزن والأسي من القرار الذي صدر بايقاف الزميل القدير جمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية بسبب خبر يتعلق بالمشير طنطاوي والفريق عنان والذي جاء متزامنا مع سيل من الأخبار والموضوعات التي تتناولها الصحف والفضائيات وكلها تتعلق باتهامات مرسلة ومغلوطة حول دور المؤسسة العسكرية خلال الفترة التي اعقبت ثورة يناير. لايستطيع احد ان يشكك في مهارة وحرفية وخبرة الزميل جمال عبدالرحيم والذي يقود بنجاح كبير كتيبة من خيرة الصحفيين المحترفين. قرار الايقاف ليس حقا لمجلس الشوري او المجلس الاعلي للصحافة واعتقد انه جاء متسرعا في اطار احتواء حالة من السخط والغضب من جانب بعض رجال قواتنا المسلحة تجاه ماينشر او يذاع عنهم فيما يتعلق بكل بكل التداعيات التي اعقبت الثورة وحتي احالة القادة السابقين للتقاعد. وأثق كل الثقة في ان المختصين بملف الصحافة داخل مجلس الشوري سوف يسارعون بتصحيح هذا الخطأ والذي كان من المفروض ان يتم داخل الصحيفة وفي اطار مهني بحت خاصة انه لم يكن مقصودا. لكن ماحدث يفتح الباب لمناقشة قضية هامة تتعلق بالاداء الاعلامي بصفة شاملة وعدم وجود أي ضوابط تتعلق بالمصداقية والشفافية وغياب قيمة المسئولية في كل ماينشر او يذاع. ان المناخ السياسي والاجتماعي وحالة الضبابية التي تجتازها مصر الآن ساهمت لحد كبير في فقدان المصداقية تجاه الاعلام الذي يلهث وراء الاخبار والتي تعددت مصادرها واختلطت فيها الحقائق بالشائعات واحساس الجميع بأنه لاأحد يحاسب أحدا. وأكاد اجزم بأن هذا المناخ السيئ الذي تعيشه بلادنا اليوم سوف يقودنا إلي كارثة حقيقية وقودها حالة الغل والحقد والبغض والكراهية التي يجد فيها البعض متنفسا لتحقيق اهواء خاصة. نعم مصر كلها اليوم في حاجة الي لحظة صفاء مع الله ومع النفس والقناعة الكاملة بأننا في قارب واحد. لكننا مصريون عشنا وسنموت وسنواري الثري في تراب وطن كرمه الله سبحانه وتعالي ويجب ان نكون اهلا له. ويارب احفظ لنا مصر من شرور اعمالنا.