أظن أن العاصفة هدأت قليلا، وأن وقت المنطق الهادئ قد حان. انقسم الناس لفريقين حول خطاب الرئيس مرسي إلي بيريز، هناك من رجح أن الأمر لا يتجاوز البروتوكول، بينما أكد الآخرون ان المسألة أعمق وأخطر. دون انحياز لأي من وجهتي النظر، لنناقش ما جري بعقل بارد وفي نقاط: 1- إذا كان الخطاب مجرد »اسطمبة« فلماذا سربته إسرائيل؟ ولماذا أحدث ردود أفعال متباينة بين أهل الدبلوماسية إذا كانت مرجعيتهم واحدة؟ 2- لو كان الجهاز البيروقراطي العريق مسئولا بشكل عام عن انجاز تلك المهام، ألا يجب علي الساسة مراجعة كل حرف، عندما تكون ثمة حساسية معينة لخطاب يحمل توقيع رئيس الجمهورية ووزير الخارجية؟ 3- في عصر السماوات المفتوحة، كيف يتصور أحد أن المسافة بين التصريحات والتصرفات سوف تكون بعيدة عن الاستثمار، لاسيما أن الطرف الآخر يُصنف في خانة العدو؟ 4- هناك من أفتي بجواز تعديل بعض الصيغ »الاسطمبة« دون خوف من وقوع أزمة، إذا كان ثمة مبرر للخوف من الأساس. 5- لماذا اعتبر نفر من مؤيدي الرئيس ان وراء ما حدث »فبركة« لجأت إليها إسرائيل، بينما رشحته جهات إسرائيلية ل »نوبل«؟ ألا يدعو ذلك لاستبعاد فرضية أن الخطاب مجرد صيغة اعتيادية؟ 6- أخيرا.. أليس من حقنا أن نشعر بفرق علي مستوي الخطاب في التعامل مع إسرائيل بعد الثورة عما كان قبلها؟!