لم يكد "ايفريال اهرين " الصحفى الاسرائيلى ومراسل صحيفة تايمز اوف اسرائيل من مدينة القدسالمحتلة ينشر ما اعتبرته الصحيفة "انفرادا صحفيا " لخطاب الاعتماد الدبلوماسى للسفير عاطف سالم بتل ابيب، وموجها من الرئيس محمد مرسى الى نظيره الاسرائيلى شيمون بيريز. والذى " اتسم " بحسب صورة من الخطاب بعبارات الوحد والدفئ الحيوية ، الا وقد انفجرت ازمة متتالية تلاحق مؤسسة الرئاسة ، لتكون هذه المرة مسؤولية الجناح الدبولماسى وعلى راسها وزراة الخارجية المصرية . ورغم النفى الرسمى الذى صدر اليوم من مؤسسة الرئاسة بشان ان الخطاب وملاباساته مجرد " افتراء" .. الا ان القضية الاهم والتى قد تكشف تطورات وتداعيات ابعد هو كيف حصل المراسل الاسرائيلى على صورة "الخطاب الازمة " بلغتيه الانجليزية والعربية ، ولماذا تم نشره الان ، وبعد اكثر من 120 يوما على تعيين السفير" سالم " سفيرا مصريا فى اسرائيل .. وهل ستكون الية الصراع السياسيى بين مصر واسرائيل وفرض طريقة العلاقة الدبلوماسية المناسبة للدولة الاسرائيلية عبر التسريبات الاعلامية ، الاشبه بوثائق ويكي ليكس ، والتى وصفها رئيس الوزراء الاسرائيلى بينيامين نتنياهو مؤخرا " بانها حققت لاسرائيل ما لم تحقق لاى دولة اخرى فى العالم ". طريقة التعامل التى فضلتها حكومة نتياهو مع الادارة المصرية خاصة مع مؤسسة الرئاسة هى التسريبات والتوقعات خاصة الموثقة كالخطابات والمقابلات والصور الصحفية وما يمكن ان يشبع طموحات الصحافتين الاسرائيلية والمصرية ، مع تاثير قوى داخل عواصم عربية وخليجية لازالت تسكشف افضل الطرق للتعامل مع الرئاسة المصرية . كانت طريقة " ويكيى ليكس " الاسرائيلة ليست المرة الاولى لتعاملها مع مصر ، بل انها قد جربتها مع ادارة الرئيس الامريكى اوباما فى تسريب الخطة الاسرائيلية لضرب ايران وصيغة التفاهمات بين واشنطن وتل ابيب حول زمان العملية العسكرية ، رغم صعوبة ان تخرج تلك التسريبات من اماكن غير مكتب رئيس الوزارء الاسرائيلى ذاته ، خاصة وان تفاصيل الخطة كانت ضمن المجلس الامنى المصغر الذى يدين بالولاء لاسرائيل ونتنياهو . وللاسف نجحت الخطة ، وقررت ان تكرر مرة اخرى مع مصر ، لخمس مرات متتالية فى اقل من اربعة اشهر على تولى الرئيس محمد مرسى السلطة ، وللاسف مرة اخرى نجحت الخمسة محاولات ببهارة وحرفية ولم تتعلم الرئاسة ولا الدبلوماسية المصرية التعلم من اخطائها ، باسط المبادئ " ان لا يلدغ مؤمن من حجر مرتين "!! . المرة الاولى التى تعاملت معها اسرائيل مع مصر بنمطق ويكيى ليكس ، كان بعد اقل من اسبوع على نجاح الرئيس مرسى ، وتم تسريب مضمون خطاب نتنياهو لمرسى ، المفعم حسب صحيفة هارتس الاسرائيلية بكل تمنيات تل ابيب لمرسى بالنجاح والتوفيق وتحقيق الاستقرار للشعب المصرى الصديق ، مع عدم اغفال ضرورة المحافظة على اتفاقية السلام الابدية ! . المرة الثانية ، وبعد اقل من اسبوعين على الرئيس الجديد ، سربت اخبار ان مرسى رد بالمثل على خطاب نتنياهو ، ولكن ليست موجه له ، وانما موجهة للرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز .. صاحب المنصب البروتوكولى ، والشخصى اكثر نته رسميا . وربما كانت النصيحة الدبولماسية للرئاسة ان يصدر الخطاب من رئيس لرئيس ، ناسية الشرك الاسرائيلىى ، وحب نتنياهو لفكرة ويكيى ليكس على الطريقة الاسرائيلية . المحاولة الثالثة ، كانت حول اتصال تيليفونى من مصادر عسكرية مصرية ، اكدت لوزير الدفاع الاسرائيلى ان مصر محافظة على اتفاقية السلام مع اسرائيل .. وسربت المعلومات الساعة الثامنة صباحا لصحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية من مكتب رئيس الوزارء ،وبالصيغة التى تراها مرضية للشعب الاسرائيلى الذى بدال متخوفا من تحركات مصر فى سيناء .. وبدا اكثر حنقا للاحوال الاجتماعية . وكانت التسريبات الرابعة ، فيما يختص باختيار السفير عاطف سالم القنصل المصرى بايلات الاسارئيلية سفيرا عاما لمصر فى تل ابيب وان القاهرة اخذت مشورة " تل ابيب " اولا قبل الاعتماد الرسمى والذى صور انه مفاجئا وعلى غير الطبيعة الاعتيادية لحركات التنقلات الدبولماسية فى الدولة الاسرائيلية . وكان اخرها تسريب الصحفى الحر ، ومراسل صحيفة التايمز الاسرائيلية ، والمقرب من الدوائر الحكومية بمدينة القدسالمحتلة ، صورة لنص الخطاب بلغتيه العربية والانجليزية .. باسم الرئيس مرسى يصف نظيره الاسرائيلى بالصديق الوفى والودود .. يعتمد فى السفير عاطف سالم سفيرا بتل ابيب.
وللاسف للمرة الخامسة لم تحاول القاهرة ولا مؤسسة الرئاسة التعلم من الدرس ، وبذلت جهدا غريبا فى النفى ، مع احاديث حول عبارة " الفتوتشوب " دليلا على التزوير والتلفيق ، دون ان تعترف بالفشل فى التعلم من الاخطاء ، وان عبارات التعامل الدلبوماسى التى ربما كانت " اكليشيهات " تستخدم ايام الرئيس المخلوع لا يزال يتم استخدامها !
لم تتعلم الرئاسة المصرية ولا جناحها الدبلوماسى ، من دروس الماضى عندما جاءت رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة " تسيبى ليفنى" للقاهرة قبل حرب غزة بيوم واحد .. ولم تتعلم من اصرار ايهود ايلمورت على التقاط صورة مع المخلوع وهو " يحضنه" !! . تركت اسرائيل سياسيات الصور .. ولجاءت للترسيبات الموثقة .. والقاهرة لازالت لم تستوعب الدرس