رغم أن "هيلاري كلينتون" نافست "باراك أوباما" علي الترشح باسم الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية ضد مرشح الحزب الجمهوري عام 2008 إلاّ أنها تقبلت هزيمتها بشكل حضاري. فالحزب رشح أوباما بعد أن رأي أن أمامه فرصة أكبر من فرصة هيلاري كلينتون للفوز في الانتخابات الرئاسية. واحترمت هيلاري رأي الأغلبية ليس كلاماً فقط، وإنما أصبحت وزوجها الرئيس الأسبق "بل كلينتون" من أبرز، وألمع، المشاهير الداعمين لأوباما في معركته الانتخابية ضد مرشح الجمهوريين. وبنفس الرقي والتحضر تعامل أوباما بعد فوزه بالرئاسة مع هيلاري. لم نسمع أنه هاجمها، أو شكك في قدراتها، أو اختلق مبررات لفشلها في كسب ثقة الحزب الديمقراطي، أو قرر إقصاءها عن الحزب وعن النشاط السياسي بصفة عامة، حتي لا تجرؤ علي تكرار منافستها له في الانتخابات التالية عام 2012. شيء من هذه التصرفات الانتقامية التي يراها كثيرون متوقعة، ومعتادة (..) لم يقدم أوباما عليه. علي العكس فاجأنا باختياره لها في منصب: وزير خارجية الولاياتالمتحدة، وهو المنصب الذي شغلته هيلاري كلينتون حتي اليوم، وكان أداؤها مبهراً، وعرفت في بلادها بأنها خلال السنوات الأربع الماضية لم تقدم علي "خطوة خاطئة "واحدة ، وهو ما يبرر اختيارها عام 2011 ك :" ثاني أقوي امرأة في العالم". ثقة الرئيس الأمريكي أوباما هيلاري، واستمرار لقاءاتهما لسبب وبدون سبب أعطي فرصة لإعلام الحزب الجمهوري لاختلاق قصص وحكايات الهدف الأوحد من ورائها هو إساءة العلاقة بين أوباما و زوجته ميشيل (..). وكان رد زوجة الرئيس علي هذه الاختلاقات هو مضاعفة اتصالاتها ولقاءاتها الثنائية مع هيلاري. ليس هذا فقط.. بل إنها تعتمد عليها حالياً كأول، وأهم، من اختارتهن لعضوية مجموعتها التي تعمل منذ شهور عديدة ماضية ليس فقط للحفاظ علي ثقة الناخبات الأمريكيات في "أوباما" عام 2008 وإنما أيضاً، وأهم في انتخابات الشهر القادم. هيلاري لم تكتف بشعبيتها الطاغية سواء بآدائها، أو حتي لوقوفها إلي جانب زوجها الرئيس الأسبق "بل" أثناء وبعد فضيحته الشهيرة، وإنما أضافت إليهما إشراك زوجها بشعبيته الواسعة التي استردها بعد مغادرته للبيت الأبيض ليظهر إلي جانبها في معظم اللقاءات والاجتماعات بهدف جذب الناخبات الأمريكيات إلي التصويت لأوباما، فلولا هذه الأصوات النسائية لما فاز أوباما أمام منافسه السابق. هيلاري تكاد تتفرغ حالياً للدعاية وسط تجمعات وتحالفات ولجان النساء الأمريكيات من أجل مضاعفة أعداد الناخبات المؤيدات لباراك أوباما. وفي الوقت نفسه فإنها لم تؤكد، كما لم تنف، خبر سعيها إلي ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض معركة الانتخابات الرئاسية التالية في عام 2016، خاصة أن أوباما في حال كسبه لفترة رئاسية ثانية لن يكون وقتها مرشحاً لأن الدستور الأمريكي حدد لرئيس البلاد مدتين لا ثالث لهما. .. وأواصل غدا.