استراح المرشح الديموقراطي الاميركي باراك اوباما يوما واحدا بعد الاعلان عن حصول حملته على اكثر من اربعين مليون دولار في الشهرالماضي، فيما واصلت منافسته هيلاري كلينتون نشاطاتها بما فيها حفلات جمع التبرعات من اصدقائها الاثرياء في ولاية كاليفورنيا، وهي تشكو من ان اوباما ينفق اضعاف ما تنفقه على حملتها، وذلك فيما يحاول المرشح الجمهوري جون ماكين جمع ما يستطيعه من تبرعات لتمويل حملته الرئاسية في الخريف، مستفيدا من حرب الاستنزاف المستمرة داخل المعسكر الديموقراطي، وان كانت تبرعاته المالية هامشية بالمقارنة بتبرعات الديموقراطيين. وتأتي هذه التطورات مع نهاية اسبوع جيد لاوباما في ولاية بنسلفانيا المحورية، التي ستجري فيها الانتخابات التمهيدية في 22 الجاري، وسيئ لهيلاري التي ترأس حملة انتخابية لم تخفق فحسب في الاقتراب مما جمعه اوباما من تبرعات مالية، بل ايضا في الحفاظ على دعم «المندوبين الكبار» الذين يفترض ان يكونوا في معسكرها. ويرى بعض المحللين ان اي انتصار لكلينتون في بنسلفانيا لا يتعدى العشر نقاط على الاقل، لن يجلب اليها عددا كبيرا من المندوبين، او ان يقلص الهوة بينها وبين اوباما في التصويت الشعبي. كما ان عليها ان تفوز وبنسب عالية مماثلة في الولايات الباقية لتقليص الهوة بينها وبين اوباما. ويقول الخبير في الشؤون الانتخابية كريس لاباتينا انه «اذا حافظ اوباما على اكثرية المندوبين، حتى ولو كانت باقل من مائة بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية، واذا حافظ على اكثرية بسيطة في التصويت الشعبي، فلن يجرؤ احد على محاولة حرمانه من ترشيح الحزب». ويضيف لاباتينا انه اذا بقيت كلينتون مع نهاية الانتخابات التمهيدية «متخلفة عن اوباما بعدد المندوبين، ولكن اذا حققت تقدما بسيطا على اوباما في التصويت الشعبي عندها ستحيي حملتها، وتتوافر لها الحجة للذهاب الى المندوبين الكبار لمطالبتهم بدعمها». يذكر ان حصول المرشح الرئاسي آلبرت جور في عام 2000 على اكثرية بسيطة في الانتخاب الشعبي، واخفاقه في الحصول على اغلبية اصوات المجمع الانتخابي، وفوز جورج بوش، ام قد ترك اثرا عميقا لدى الديموقراطيين، ورسّخ من جديد اهمية التصويت الشعبي والشرعية التي يضفيها على المرشح. وثائق آل كلينتون الضرائبية وبعد ظهر الجمعة، الموعد الملائم لتهميش اي خبر مع بداية عطلة نهاية الاسبوع، كشف الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري عن وثائقهما الضرائبية منذ مغادرتهما للبيت الابيض، والتي اكدت ان دخلهما في السنوات السبع الماضية زاد على 109 ملايين دولار، معظمها جمعها بيل كلينتون من خطبه وكتاباته. هذا الدخل، عدا انه محرج لهيلاري كلينتون التي تطرح نفسها كمدافعة عن حقوق ذوي الدخل المحدود والعمال، فانه يثير اسئلة شرعية حول مواقف بيل كلينتون، في حال عودته كاول زوج الى البيت الابيض، من بعض الشركات او الدول التي تحدث امامها او فيها، وما اذا كان مدينا لاحد فيها. احياء ذكرى مارتن لوثر وانتهى الاسبوع باحياء الاميركيين في الذكرى الاربعين لاغتيال القس مارتن لوثر كينغ قائد حركة الحقوق المدنية، للتركة السياسية والاجتماعية والتاريخية لشخصية غيرت المجتمع الاميركي وطورته باتجاه الافضل، ودفعت حياتها ثمنا لكفاحها السلمي من اجل الحرية والمساواة للاميركيين من اصل افريقي. وتكتسب ذكرى اغتيال كينغ هذه السنة اهمية خاصة لانها تأتي وسط حملة انتخابية يمكن ان تؤدي الى حصول سياسي من اصل افريقي اسمه باراك اوباما على ترشيح الحزب الديموقراطي لمنصب الرئاسة الاميركية. هيلاري كلينتون التي خسرت اصوات الاميركيين من اصل افريقي وهي من ابرز الفئات التي تشكل الائتلاف الديموقراطي، سارعت لزيارة مدينة ممفيس بولاية تينيسي التي اغتيل فيها كينغ لابقاء جسورها مفتوحة مع هذه الاقلية التي انتخبت زوجها مرتين وبنسب عالية. ولحقها جون ماكين ليعتذر من انصار كينغ لتصويته في عام 1983 في الكونجرس ضد مشروع قرار يقضي بالاعتراف بميلاد القس كينغ عطلة فدرالية. من جهته احيا اوباما ذكرى كينغ وهو يواصل حملته الانتخابية في ولاية انديانا. وبينما كان اوباما يتجول في بنسلفانيا في قافلة من الباصات، ساعدته على ردم الهوة السابقة بينه وبين كلينتون، لتصل الى 5 او 4 نقاط لمصلحة كلينتون، بعد ان كانت قبل اسابيع بين 15 و20 نقطة، كانت هيلاري تحاول وزوجها وقف نزيف المندوبين الكبار من معسكرها او تلويحهم بالانسحاب. وهذا لم يمنع هيلاري او بيل من الاتصال بكل مندوب كبير لاقناعه بان الاميركيين لن ينتخبوا اوباما للرئاسة، والادعاء بان الازمة التي فجرها قس اوباما، جيريمايا رايت سوف تستخدم بفعالية من قبل الجمهوريين ضد اوباما اذا كان هو مرشح الحزب الديموقراطي. تاريخ مكشوف حملة كلينتون تقول ان هيلاري لها تاريخ مكشوف ولا يتضمن المفاجآت، بينما لا يزال اوباما احجية، وربما هناك مفاجآت غير سارة، في تاريخه. ولكن ردود الفعل كانت عكسية، من مؤيدي هيلاري من «المندوبين الكبار» ومن بينهم النائب جون مورثا الذي قال انه على هيلاري «ان تتقدم في التصويت الشعبي لكي تتوافر لها فرصة الحصول على ترشيح الحزب». من جهته قال حاكم ولاية نيوجرسي ومؤيد كلينتون جون كورزاين انه « يحتفظ لنفسه» بحق تغيير موقفه والانضمام الى اوباما اذا واصل الاحتفاظ باكثرية المندوبين واصوات اكثرية الناخبين.الرئيس الاسبق جيمي كارتر، قال عمليا، انه يؤيد اوباما، حين اشار الى ان اولاده واحفاده يؤيدون اوباما. واضاف كارتر «كمندوب كبير، لا استطيع الكشف عمّن سأدعم، ولكنني ساترك ذلك لمخيلتكم». صور متناقضة ولا تزال استطلاعات الرأي ترسم صورا متناقضة لمواقف الناخبين من اوباما، في ضوء الجدل الحاد الذي اثاره قس كنيسته، رايت، وتأثير ذلك على صدقية وسمعة اوباما. واظهر احد الاستطلاعات ان شعبية اوباما قد انحسرت بنسبة 7 نقاط لتصبح 62 في المائة، وفي المقابل اظهراستطلاع آخر ان 70 في المائة من الاميركيين يقولون ان اوباما يشاطرهم القيم التي يؤمنون بها، مقابل 66 في المائة لمصلحة ماكين، و60 في المائة لمصلحة هيلاري كلينتون.