في ذكري انتصارات اكتوبر تذكرت آخر نكتة إسرائيلية بطلب التعويضات من الدول العربية عن املاك "اللاجئين اليهود" التي تركوها عندما رحلوا إلي اسرائيل عام 1948. ورغم سخرية الخبر إلا أنه ذكرني بواقع مؤلم، فنحن من نملك حق الدم تخاذلنا واخترنا أن نسكت عن جرائم حقيقية لا تسقط بالتقادم، فلا تنقصنا أدلة ولسنا في حاجة لشهود لإدانة إسرائيل. ولن افصل في هذا السياق بين الهم المصري والهم العربي لأنه في الأصل واحد.. فمنذ وعد بلفور وقعت فلسطين فريسة للعصابات اليهودية الإجرامية التي كانت تذبح وتقتل وتبيد قري بأكملها في حملة تطهير عرقي موسعة ارتكبت في حق الشعب الفلسطيني حتي اعلنت قيام دولتها علي اشلاء آلاف الفلسطنيين والعرب. ولم تتوقف المذابح الإسرائيلية يوما واحدا بل استمرت دولة العصابات تقتل وتشرد وتسرق داخل فلسطين وخارجها مستخدمة شتي أنواع الاسلحة المحرمة دوليا تحت مرأي ومسمع من العالم والمجتمع الدولي الذي لم يدن جريمة واحدة لاسرائيل. اما مصر فكان لها نصيب وافر من الجرائم الإسرائيلية ، فمن منا لا يذكر مذبحة مدرسة بحر البقر وجرائم الحرب التي ارتكبت في حرب 67 ضد الجنود المصريين العزل الذين قتلوا بدم بارد ودفنوا في مقابر جماعية. ماتوا ضربا بالطائرات واجبروا علي حفر قبورهم بأيديهم، ماتوا مكبلي اليدين ودهستهم الدبابات بلا رحمة. ومن يريد أن يسمع ويشاهد بعضا من هذه المذابح فليذهب إلي المقابر الجماعية التي تملأ رمال سيناء. فمازالت رفات شهدائنا تتناثر بين الحين والآخر فوق الرمال كأن اصحابها يستصرخون: هل حاسب أحد المجرمين الذين قتلونا غدرا ؟. تمر السنوات وتتعاقب الاجيال والكل يحمل ذنب الموتي والاحياء الأسري في السجون الإسرائيلية واللاجئين الذين يحلمون بالعودة للوطن. فمتي سنري تحركا عربيا مشتركا لمقاضاة اسرائيل علي جرائمها؟ وكم ستدفع لنا من التعويضات لتعيد حقوق الملايين من الابرياء الأموات والأحياء؟. الانسانية بكام؟ استيقظت من نومها علي صوت صراخ رضيعها الذي يتلوي من الألم.. لم تفلح محاولات تهدئته.. ماذا تفعل؟ لا تملك سوي جنيهين كانت ستحضر بهما طعاما لأسرتها المعدمة التي تجوع أكثر مما تأكل.. ادخرت ثمن شراء الخبز كي تذهب برضيعها للمستشفي وبعد ان وصلت وجدت الاطباء يرفعون في وجهها شعار نحن مضربون..فأيها المضربون ليس طبيبا من استحل قوت البسطاء وتاجر بآلامهم من اجل المال، وليس طبيبا من عالج مرضاه وهو جاهل وتركهم يعانون من جهله، وليس طبيبا من ترك مريضا يتوجع بدعوي انه مضرب عن العمل فالانسانية ليست عملا تتقاضي عليه أجر. بل منحة إلهية لا تقدر بثمن والانسانية ليست صفة اختيارية تضرب عنها وتتركها اذا وجدت أنها لا تحقق لك عائدا ماديا. والانسانية ليست ان تغلق المستشفيات التي يذهب إليها البسطاء بدعوي انك تبحث عن حقوقك الضائعة وفي المساء تستقبلهم في عيادتك الخاصة اذا دفعوا لك ثمن الفيزيتا. وتذكر أن من وهبك منحته الانسانية قادر ان يحرمك من نعمة الصحة التي لا تشتري بالمال. الأسئلة السخنة نوع جديد نزل سوق الاعلاميين من اسبوع..ودا اجدد حاجة ممكن يشوفها الجمهور. يعني وانت قاعد بتتفرج علي برنامج ودرجة حرارة الجو ارتفعت بشكل ملحوظ تعرف ان المذيعة اللي قدامك تتبع اسلوب الأسئلة السخنة في البرنامج بتاعها..ودا من اول اللبس لحد لون( الرووج ) لقيت الجو برد وفيه ميه نازلة من السقف اعرف انك جيبت واحدة باردة (محجبة لابسة نظارة) في عز الحر قامت المطرة نزلت.. دا غير اليوم العاصف اللي هتشوفه مع مذيعة ( منكوشة وبتزعق ) عشان كدا لازم يبقي فيه مواءمات. والمشاهد له حرية الاختيار.. مذيعة سخنة مع ضيف بارد يجيلك رطوبة.. مذيعة باردة في قناة باردة مع ضيف بارد هتدخل علي نزلة برد شديدة . أما السؤال الجميل اللي نزل بعد السخن بشوية فلازم نحذر منه لأنه ممكن ينتج عنه تحرش جماعي قدام شاشات التليفزيون.