في رأي د.عثمان محمد عثمان »وزير التنمية الاقتصادية« أن »الناس مش هتموت لو قعدت أسبوع ماكلتش سلطة«! الست عايدة زوجة علي السيد عامل اليومية الجرجاوي لا تعرف طبق »السلطة«. لم يكن أبدا أحد أطباق »طبليتها«. هي لا تعرف فضائل السلطة. حتي لو عرفتها لا تقدر علي تكلفة خلطة الطماطم والخيار والجرجير والبصل والليمون. هي أيضا لم تسمع بالمشهيات. ولو سمعت بها فإنها لا تريد ما يفتح شهيتها وأسرتها للطعام، فما يأكله واحد من الأسرة يكون علي حساب »مناب« الآخرين وهو قليل! الذي تعرفه الست عايدة من مكونات السلطة هو الطماطم، تستخدمها في طهي طبق خضار، يلتف حوله أفراد أسرتها، يغمسون في »مرقة« ارغفة الخبز، يملأون بها بطونهم الجوعي. »قرديحي« هو طبق خضار أسرة عايدة، يخلو من اللحم ولا يصاحبه الدجاج المحمر إلا صدقة أو زكاة في أيام الأعياد والمواسم. اعتادت الست عايدة أن تتحايل من أجل إعداد »الطبيخ« في غيبة اللحوم، بوضع أرجل دجاج في حلة مياه لتتحول إلي شوربة، تكسب الخضار مذاقا ملفقا لطعم »الزفر«! منذ بضعة أسابيع.. اختفت الطماطم من الأسواق، ثم ظهرت بسعر 01 جنيهات وأحيانا 21جنيها للكيلو. ومعها قفزت أسعار الخضر والفاكهة إلي معدلات غير مسبوقة.. الفاكهة غير مهمة بالنسبة لأسرة الست عايدة، هي ترف لا تعرفه موائد الغلابة. المهم هو الخضار والأهم الطماطم. استعاضت الست عايدة عن طبق الخضار علي الغداء، بطبق الفول في كل الوجبات. زهق العيال. فكرت في صنع حلة مكرونة بالصلصة. المكرونة غالية. سمعت عن أكياس الخضر المجمدة. لكن قريتها »المشاودة« بلا سوبر ماركت أو مجمع استهلاكي يبيع هذه الأكياس. شاهدت عايدة علي التليفزيون السيد رئيس الوزراء يقف أمام كراتين طماطم »تفاحية المنظر« عليها سعر 5 جنيهات للكيلو. طلبت من زوجها أن يشتري لها كيلو واحدا، لكنه عاد خالي الوفاض فقد وجد الكيلو بعشرة جنيهات أي قيمة نصف يوميته. فقدت أعصابها ووبخته. نشبت بينهما مشاجرة. فار دمه الصعيدي، فمزقها بالسكين التي كانت معدة لتقطيع الطماطم! ماتت عايدة، دون أن تسمع تأكيدات د.عثمان بأن الناس لن تموت لو لم تأكل سلطة الطماطم لمدة أسبوع. رحلت دون أن تعرف باقتراح الوزير علي حكومته بتوزيع أكياس خضر مجمدة وعلب صلصة علي الأسر الفقيرة، ودون أن تعلم أن مجلس الوزراء كما قال الوزير رفض لأن »العين بصيرة والإيد قصيرة«! لكن عايدة أدركت أن إيد زوجها طويلة، وأن حكومتها قليلة الحيلة!