الحكومة ليست قلقة من أن تؤثر الأزمة الحالية لارتفاع أسعار الخضراوات على مستوى معيشة أو إنفاق محدودى الدخل، خاصة أنها «مشكلة موسمية ترجع بشكل أساسى للتقلبات الجوية وهذا الأمر يحدث فى كثير من الأحيان، كما أن مستوى معيشة الناس مش بيتأثر بسرعة بموضوع الأسعار»، على حد قول عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية، ل«الشروق». وانتقد عثمان «رد فعل المجتمع تجاه الأزمة الحالية للأسعار»، قائلا «الناس مش هاتموت لو قعدت أسبوع ماكلتش سلطة»، كما أنه «إيه اللى هيحصل لو طبخت الأسر بالصلصة بدلا من الطماطم الطازجة أو اعتمدت على الخضراوات المجمدة بدلا من شرائها طازجة». فمن وجهة نظر الوزير «لازم المصريين يغيروا عاداتهم الاستهلاكية، ويعتمدوا بشكل أكبر على المنتجات المحفوظة ويبطلوا يتمسكوا بالخضراوات الطازجة، وهو ما يمكن أن يكون حلا مناسبا لمواجهة الزيادة فى الأسعار الناجمة عن تقلبات الجو الموسمية». وفى الوقت ذاته، اعتبر الوزير أنه «إذا كانت الحكومة قد تدخلت فى وقت مبكر من الأزمة وقامت بزيادة كمية الطماطم فى المجمعات الاستهلاكية، لكان الوضع حاليا أفضل»، مشيرا إلى أنه تقدم بمقترح إلى مجلس الوزراء يتضمن توزيع علب صلصة طماطم وأكياس خضراوات مجمدة على الأسر الفقيرة، لمساعدتها على مواجهة ارتفاع الأسعار، ولكن «العين بصيرة واليد قصيرة»، بحسب تعبيره. وفى هذا السياق يرى الوزير أن «الحكومة لابد أن يكون لديها القدرة على الاستقراء المبكر للمشكلة»، مضيفا أنه بالرغم من «أننا لا نتوقع استمرار زيادة الأسعار خلال الفترة المقبلة، إلا أن الحكومة تتأهب للتعامل مع هذا الأمر فى حال ظهور بوادر أزمة»، وأشار إلى أن الحكومة تتوقع تراجع معدل التضخم إلى 8% خلال العام المالى المقبل 2010/2011، بعد وصوله إلى 11% فى الشهر الماضى.