يوافق يوم الثامن عشر من اكتوبر عيد الاستقلال الوطني لجمهورية اذربيجان، وهو اليوم الذي عقدت فيه الجلسة التاريخية للمجلس الاعلي لجمهورية اذربيجان في 81 اكتوبر سنة 1991.. والمعروف بانه التاريخ الذي تم فيه بالاجماع اعتماد القانون الدستوري الخاص باستقلال جمهورية اذربيجان.. وقد اعلنت الجمهورية الجديدة باعتبارها الخليفة الشرعي لجمهورية اذربيجان الديمقراطية.. والتي دامت لمدة ثلاثة وعشرين شهرا.. في الفترة ما بين 82 مايو 8191 وحتي 82 ابريل 0291 وكانت اول جمهورية في الشرق تتمتع ببرلمان ذي تعددية حزبية. وعلي الرغم من المدة القصيرة للغاية لحياة هذه الجمهورية.. الا ان جمهورية اذربيجان الديمقراطية قد نجحت في ترك علامة لا تنمحي من ذاكرة الشعب الاذربيجاني واعطته الامل بان الاستقلال يمكن تحقيقه مرة اخري اثناء حياته. وبالفعل تحقق الحلم المنشود ولكن بعد مرور سبعين عاما في 81 اكتوبر عام 1991. وعقب تجدد الاستقلال عادت اذربيجان الي المجتمع الدولي علي الفور.. وفي الثاني من مارس لعام 2991 تم قبول اذربيجان عضوا في الاممالمتحدة، ثم اصبحت عضوا في منظمة الامن والتعاون الاوروبي في الثامن من يوليو عام 2991 وتعد اذربيجان تاريخيا جزءاً من العالم العربي والاسلامي. وتتقاسم معه ذلك التراث التقدمي والقيم الروحية للحضارة الاسلامية. لذلك فإن اذربيجان تعلق اهمية خاصة علي بناء الروابط الاوثق مع دول العالم العربي والاسلامي ومن ضمنها مصر التي كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال اذربيجان في السادس والعشرين من ديسمبر سنة 1991. وعلي اية حال.. فإن المشاكل الداخلية والخارجية التي تسببت في انهيار الجمهورية الاولي في عام 0291 هي ذاتها التي سهلت احتلال القوات السوفيتية لاذربيجان، وهي نفس الاسباب التي اعترضت طريق الجمهورية الجديدة. خلال تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الشعب الاذربيجاني تصاعدت النداءات الي حيدر علييف لتولي السلطة عام 3991 واخراج البلاد من هذه الازمة، وقادت الرؤية الحكيمة لحيدر علييف اذربيجان الي الخروج من حالة التخبط وتخطي المصاعب التي عانت منها البلاد منذ بداية التسعينيات.. والانطلاق نحو مستقبل مزدهر. وخلال فترة وجيزة من الزمن تمكن حيدر علييف الزعيم القومي لاذربيجان من دعم وتقوية مؤسسات الدولة وتوسيع دائرة العلاقات الخارجية الضرورية، وتحقيق استراتيجية الطاقة، وتمهيد الطريق من اجل تحقيق التنمية المستدامة طويلة الاجل.. وهكذا.. بدأت حقبة جديدة في حياة جمهورية اذربيجان المستقلة. لقد لعبت استراتيجية الطاقة التي تم تطويرها وتطبيقها تحت زعامة القائد والزعيم القومي حيدر علييف دورا حيويا في الازدهار والتقدم الوطني.، وذلك منذ سبتمبر عام 4991 حين تمكنت اذربيجان من توقيع عقد يقدر بالمليارات.. اطلق عليه عقد القرن مع عدد من شركات البترول متعددة الجنسيات لتطوير وتنمية حقوق البترول في القطاع الاذربيجاني من بحر قزوين. واستنادا الي رؤية وتوصية الزعيم حيدر علييف.. فقد اصبحت اذربيجان اليوم تحت قيادة الهام علييف.. تجسد احد اسرع الاقتصادات المتطورة في العالم.. ومع ظهور شبكات انابيب البترول والغاز المتنوعة.. وخاصة شبكة انابيب تصدير البترول الرئيسية باكو- تبليسي- جيهان، وشبكة انابيب تصدير الغاز- تبليسي- أرزروم- فإن اذربيجان تلعب دورا حيويا في ممر الطاقة الواصل بين الشرق والغرب. كما انها تلعب دورا هاما ايضا في تأمين الطاقة لاوروبا- وذلك باحتياطي يصل الي تريليونين متر مكعب من الغاز الطبيعي، وبطاقة محتملة من الغاز قد تصل الي خمسة تريليونات متر مكعب.. بل واكثر. وهكذا فإن أذربيجان مستعدة بان تشارك في تعزيز التنمية المستقرة في سوق الغاز العالمي. وباعتبار اذربيجان عضوا نشطا للغاية في مبادرة الشفافية للصناعات البترولية فإنها تستخدم عائدات الطاقة لديها لتنمية البلاد.. وخاصة بناء الرأسمال البشري »التنمية البشرية« والقضاء علي الفقر. وقد تمكنت اذربيجان بالفعل من خفض وتقليل نسبة الفقر الذي شكل من قبل نسبة مأساوية بلغت 94٪ في عام 3002 وانخفضت النسبة لتصبح 11٪ في عام 9002. وكانت احتياطيات اذربيجان من العملات في عام 4991 تبلغ صفرا.. اما اليوم فإن احتياطي العملات لدي اذربيجان يصل الي ما يزيد عن 62 بليون دولار امريكي. وخلال السنوات الخمس السابقة تضاعف حجم الاقتصاد الاذربيجاني 6.2 مرة. وايضا نمت وازدادت ميزانية الانفاقيات لاكثر من عشر مرات.. وفي نفس الوقت تم ايجاد وتوفير حوالي ثمانمئة الف وظيفة في اذربيجان. ومعظم هذه الوظائف تم توفيرها في قطاعات اخري غير قطاع البترول.. ورغم حلول عام 9002 الذي سجل في كتب التاريخ علي انه عام الازمة الاقتصادية العالمية الا ان اقتصاد اذربيجان قد واصل النمو بمعدل 01٪ كما ذكر الرئيس الهام علييف. ونتيجة للاصلاحات الاقتصادية الثابتة والاجراءات المعتمدة من اجل توفير المزيد من التطور في مناخ قطاع الاعمال.. ومنح المزيد من الحوافز الاضافية لمجتمع الاعمال، فقد صنف البنك الدولي اذربيجان علي انها »الدولة الاعلي في الاصلاح الاقتصادي« او قمة المصلحين وذلك في التقرير الصادر لممارسة انشطة الاعمال »اليزنس« لعام 9002 وفي التقييم الدولي لتسهيل ممارسة الاعمال »البيزنس« تقدمت اذربيجان من المركز السابع والتسعين الي المركز الثالث والثلاثين. ولان اذربيجان يتم تحويلها الي دولة من دول العبور »ترانزيت« لذلك يجري استكمال البنية التحتية للنقل وهياكله الحديثة فيها.. حتي تواصل اذربيجان القيام بدورها المحوري والمركزي لربط ممرات الشرق بالغرب وممرات الشمال بالجنوب. وفي الربع الاول لعام 0102 تضاعفت صادرات اذربيجان غير البترولية 3.2 مرة مقارنة بنفس الفترة من عام 9002 وفي مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، تقدمت اذربيجان بشكل ملحوظ في تنمية وتطوير وسائل الاتصال الحديثة.،، واتباع الهدف الاستراتيجي. وهو اثراء وتعزيز وضع اذربيجان باعتبارها محورا اقليميا لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات. وتبدي اذربيجان مساندتها ودعمها الكامل للارتقاء بالتنمية المستدامة وتوفير الرفاهية العامة للجميع، مع تعهدها ببذل المجهودات التي لا تتوقف في هذا المجال، والاهتمام بشكل خاص لسد الاحتياجات الخاصة ومواطن الضعف للدول النامية والدول الاقل نموا. وكذلك نحو الذين يتعافون من جراء الكوارث الطبيعية، ولان اذربيجان دولة معنية بالامن والاستقرار، فهي تمنح التبرعات لمساعدة الدول المحتاجة، لذا فهي اليوم تعتبر احدي الدول المشاركة في عمليات دعم السلام الدولي.. وهي تشارك بفاعلية في جهود المساعدات الانسانية. في اوائل التسعينيات كان هناك عدد قليل جدا من الناس يعتقدون بان اذربيجان قادرة علي البقاء والنمو كدولة ذات سيادة، وذلك بسبب العدوان الارميني وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي.، الا ان اذربيجان تمكنت من التغلب علي كل تلك الصعاب، وسطرت قصة نجاحها، وتغلبت علي الشك والمشككين باليقين، واثبتت ان استقلالها وتنميتها الناجحة هي خالدة دائما لا رجعة فيها.،. وذلك كما قال من قبل الزعيم القومي لاذربيجان.. حيدر علييف. كاتب المقال : سفير جمهورية اذربيجان