أهداني الصديق التونسي الكاتب محمد بن حمودة الكتاب الصادر من دائرة الثقافة والإعلام بالمركز العربي للفنون بحكومة الشارقة »الإمارات العربية المتحدة« وجاء بمناسبة حصوله علي الجائزة الثانية بمسابقة »جائزة الشارقة للبحث النقدي، إبريل 7002 - إبريل 8002 وتعتبر هذه الدورة الأولي للمسابقة، والكتاب يتضمن البحث الذي فاز به بن حمودة تحت عنوان » الريادة الفرنسية في تونس« توطيد الصمود الأكاديمي، والبحث تقدم به الباحث تحت عنوان هذا المقال، وفي الحقيقة موضوع المسابقة استدعي من الذاكرة عدة مقالات سابقة نشرت في هذا الباب توضح اهمية النقد الفني لأي حركة فنية تشكيلية في أي مجتمع، والعالم العربي للاسف الشديد يفتقد إلي حركة نقدية موازية للإبداع الفني المزدهر في بعض الدول العربية.. والمحاولات الأخري لبعض الدول العربية التي تفتقد إلي مرجعية مؤسسية أكاديمية لإرساء قاعدة علمية للفن، إضافة إلي إفتقاد العالم العربي إلي عملية التأريخ الفني مضافاً إلي ذلك بطبيعة الحال عدم وجود توثيق دقيق وعلمي. وكل ذلك يرجع لعدم وجود كوادر نقدية قادرة علي تحقيق ذلك بإستثناء قلة من النقاد نراهم في كافة المحافل التشكيلية دون إضافة أسماء جديدة، الأمر الذي يصعب عليهم ملاحقة الإنتاج الفني لمئات الفنانين بالدول العربية وجزء منهم متألقون في المهجر، فهذه خسارة كبيرة، وتأتي إشكالية النشر المتغلغلة في الدول العربية.. فالإقدام علي نشر الكتب الفنية ضئيل جداً وهذا يعد قصوراً شديداً لعدم تدارك إختفاء حلقات التواصل الإبداعية عن صفحات تاريخ هذه الدول والمثير علي سبيل المثال وليس الحصر في مصر يوجد »معهد النقد الفني« تابع لأكاديمية الفنون بالقاهرة ويتخرج منه سنوياً دارسون ولم نسمع عنهم شيئاً ولم تستدرجهم الصحف أو أجهزة الإعلام.. ويتوهون.. في عالم النسيان حصلوا علي دراسات نقدية وشهادات دون الفائدة.. ودون إستثمار طاقتهم، لذا جاءت »مسابقة جائزة الشارقة للبحث النقدي« في غاية الأهمية لوضع هذه الاشكالية أمام المجتمعات العربية وحكوماتهم، وفي مقدمة الكتاب يقول الفنان السوري طلال معلا الذي يعمل بالشارقة بالامانة العامة لجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي »... وتأتي أهمية جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي كونها الجائزة الوحيدة علي المستوي العربي التي تولي البحث الفني والبصري مكانته وتبرز الجهود المبذولة من قبل الكتاب والنقاد الأكاديميين العرب، وتحاول أن تعلي شأن النقد بإعتباره موازياً إبداعياً للعملية الفنية، وقد أعلنت دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة عن هذه الجائزة استكمالاً لاهتمامات حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم إمارة الشارقة، وتدعيماً لنظرته في تعميق صلة الفنون ببعضها، وجاءت لجنة التحكيم المشكلة من مصطفي الرزاز مصر - سمير التريكي تونس - شربل داغر لبنان، وجاء قرارها بفوز الكاتب نزار شقرون، محمد بن حمودة - ياسر منجي ، وبعيداً عن الشق المالي للجائزة، تعد هذه المسابقة في غاية الأهمية لإحياء قضية النقد الفني وتفعيله في الوطن العربي، ولحسن حظ مصر حصل الفنان والكاتب ياسر منجي في هذه الدورة علي جائزة، والدورة الثانية أيضاً فاز بالجائزة الأولي العام الماضي، ونما إلي علمي بأنه سيكون ضمن اعضاء لجنة التحكيم لهذا العام وهذا فعل مشرف لأحد أبناء مصر!؟ الحركة النقدية الجادة والعادلة.. بندول الحركة الفنية.. في النقد والتحليل والتصنيف والتوثيق والتأريخ.