الثقافة العربية الذكورية تعظم الرجل وتحقر الأنثي بما يجعلها مواطناً من الدرجة الثالثة.. فإذا أرادوا أن يمدحوا سلوكاً إيجابياً لإحدي بنات حواء يتصف بالشهامة والمروءة وصفوها علي سبيل المدح بأنها تساوي عشرة رجال أو مائة رجل وقد يزدادوا كرماً ليصلوا لألف رجل علي سبيل المبالغة، أما إذا أرادوا إهانة رجل والحط من شأنه فيصفوه بأنه امرأة يشيروا لضعفه وقلة حيلته، فإذا أرادوا إذلاله سبوه بأمه وكلما انعدمت أخلاقياتهم كلما تفننوا في سب الشخص بأمه إمعاناً في إهانته، وفي الريف والصعيد تشتعل المعارك الحامية التي يسقط فيها القتلي والجرحي وتسيل الدماء الذكية لأن شخصاً نودي باسم أمه لاستفزازه، ويقولون علي من يستضعفونه »ابن فلانة« وينسبونه لأمه باسمها، إنهم يقصرون الصفات الحسنة علي الرجال فقط ويندهشون لأي سلوك »حريمي« حميد! أم البنات كم من زوجات طلقهن أزواجهن لأنهن أنجبن البنات دون الذكور، وتعيش أم البنات في رعب من شبح الطلاق فتظل تنجب مزيداً من الأطفال علي أمل أن يرزقها الله تعالي بولد ينقذ حياتها الزوجية، وربما تنجب عدداً كبيراً من البنات دون أن يأتيها الولد المنتظر فتشعر بالحرمان، وربما يأتي الولد شقياً أو عاصياً وربما يبارك الله في البنات المرفوضات فيكن مثالاً للأدب والتفوق وبر الوالدين، تفضيل الذكور علي الإناث عادة عربية متخلفة والغريب أنها منتشرة حتي بين الأزواج المتعلمين الذين يعلمون أن الزوج هو المسئول طبياً عن تحديد جنس الجنين وليست الزوجة، لماذا لا نحمد الله لأنه منحنا البنون زينة الحياة الدنيا فنتجبر ونفضل الذكور ولا نتعظ ممن حرموا من نعمة الإنجاب مع أن الله خلق الأضداد ليعلمنا الحكمة. استرجل لا أظن أن مصرياً واحداً لم يستفزه إعلانات »استرجل« الفجة سواء بالتليفزيون أو أعلي كوبري أكتوبر مع أنها مهينة للرجال قبل النساء لأنها تصفهم بالخنوثة ما لم يشربوا منقوع الشعير المشكوك في أنه مسكر، والإعلانات اللاأخلاقية عن الملابس الداخلية للرجال، وما دامت الرقابة لا تحمي المشاهد من الإعلانات المشبوهة فلنقاطع شراء هذه السلع لتبور عند أصحابها لنلقنهم درس احترام التقاليد.. تقاليدنا.