محمد بركات من حق جيش مصر وشعبها السعي الدائم لبقاء حرب أكتوبر المجيدة حاضرة في أذهان الجميع، حية في وجدان كل المصريين، ماثلة في أذهان الأجيال المتعاقبة من الشباب الذين لم يعاصروها، رغم مرور الأيام والسنين. ومن حقنا أن تظل ذكري أكتوبر تلوح دائما في الأفق مؤكدة للمنطقة والعالم قدرة الشعب المصري علي العطاء بلا حدود، دفاعا عن أرضه وكرامته، ورفضه للعدوان علي وطنه، أو المساس بسيادته وترابه الوطني، واصراره القاطع علي تجاوز أي نكسة أو هزيمة تطرأ عليه، والعمل بكل الجدية والإصرار علي صناعة النصر. ومن حق الأجيال الشابة التي لم تعاصر هذه الحرب المجيدة ان تعلم، انه رغم مرور تسعة وثلاثين عاما علي حرب التحرير والنصر، لاتزال خططها ومعاركها تدرس في أكبر المعاهد العسكرية في العالم، كواحدة من الحروب التي ادخلت العديد من المتغيرات علي أساليب القتال، واستخدام السلاح، بما يتطلب الوقوف أمامها بالدرس والتحليل واستخلاص العبر والنتائج. ومن حق هذه الأجيال أن تعلم، انه ولسنوات طويلة قادمة سيظل الخبراء والمتخصصون في الفكر العسكري يتوقفون بالدراسة والتحليل أمام مفاجأة حرب أكتوبر، وخطة الخداع والتمويه التي نفذتها مصر بمهارة فائقة، وأغمضت عيون قادة إسرائيل عن لحظة بدء المعركة، واشتعال الحرب، ثم كانت الصدمة الهائلة لهم عندما فوجئوا بزلزال أكتوبر بطول خط المواجهة، وصولا إلي عمق سيناء بعد العبور، وتدمير خط بارليف وانهيار دفاعاته الحصينة. ونحن لا نبالغ علي الاطلاق عندما نقول إن جميع الخبراء والمتخصصين في الفكر العسكري وأساليب القتال كانوا قد أجمعوا قبل حرب أكتوبر، علي صعوبة بل واستحالة عبور القناة وتخطي خط بارليف، واكدوا ان ذلك لا يمكن تحقيقه بالأسلحة والطرق التقليدية، وأن الأمر يحتاج إلي قنبلة ذرية لتدمير خط بارليف،...، وكانت المفاجأة ان المصريين فعلوها بقوة الإرادة، والإعداد الجاد لخوض الحرب، والإصرار علي تحقيق النصر، واسترداد الكرامة، واستعادة الأرض، فكان لهم ما أرادوا بتوفيق الله عز وجل، ودون قنبلة ذرية.