نعم هي ساعة هانت الي جانبها سويعات العمر كله، نعم هو موضع من الارض هانت الي جواره مواضع الارض كلها الا بيته المعمور. هي الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهيرة السادس من اكتوبر عام 3791 والموضع هو الضفة الشرقية من القناة حيث رفع محمد افندي علم بلاده عاليا خفاقا. ساعة تمني كل مصري لو عاشها جنبا الي جنب مع الرجال الذين وضعوا ارواحهم علي اكفهم وواجهوا اشد الناس عداوة وحطموا حصونهم التي ظنوا انها ستمنع جند الله عنهم. تعبر سيناء سواء مستخدما كوبري السلام الي شمالها او نفق الشهيد احمد حمدي اذا كنت متجها الي جنوبها تتراءي امام عينيك ارض الانبياء والرسل، وتصيبك الدهشة من حرب الايام الستة عام 7691 وكيف صال العدو وجال علي الارض المباركة، ثمنا دفعه ابناء مصر من دمائهم واموالهم والسبب حقبة سيفصل الله بيننا وبين اصحابها يوم القيامة، هل ظلمونا ام ظلموا انفسهم عندما اتاحوا الفرصة لابناء الافاعي ان يصولوا ويجولوا اكثر من ست سنوات في ارضنا الطاهرة.. تذهب الي هناك املا في الاسترخاء علي شواطئها السياحية وهيهات هيهات ان يهنأ لك بال مع ذكري 7691 وانت تظن ان اديم الارض ارتوي بدماء ذكية وعصرت الجنازير عظام الرجال الذين استبسلوا حتي اخر رمق في الدفاع عن الارض والعرض. تنتشلك ذكريات اكتوبر من الآلام وتضع يدك علي قلبك خوفا من المستقبل وانت تتساءل: ماذا يخبيء القدر للارض المباركة؟ جبل التوباد هذه الايام تحل الذكري الثمانون لرحيل امير الشعراء احمد شوقي ومن قصيدته جبل التوباد استوحيت عنوان هذه اليوميات، وهي القصيدة التي ضمتها مسرحيته مجنون ليلي واختار منها الراحل محمد عبدالوهاب قصيدة جبل التوباد وهو الجبل الذي شهد مولد قصة الحب العذري بين قيس بن الملوح وليلي ابنة عمه. ما جسده شوقي بك في هذه القصيدة علي لسان ابن الملوح وهو يناجي جبل التوباد يفوق- في رأيي- ما قاله قيس في ديوانه عن الجبل، وربما كان هذا الاحساس بسبب ابداع عبدالوهاب في تلحينه للقصيدة التي يقودك مدخلها بموسيقي وكأنها صوت الحادي في البادية. يبدأ قيس- علي لسان شوقي- بتحية الجبل ويذكره بأيام الطفولة البريئة التي جمعته مع ليلي تحت سفحه وهما يرعيان غنم الاهل معا، ويلوم قيس الجبل عندما لم تحفظ رمال سفحه ما خططاه عليها من احلام المستقبل. ورغم العتاب يذرف قيس الدمع حين يوجه حديثه الي الجبل قائلا: قد يهون العمر الا ساعة وتهون الارض الا موضعا الحب هو: أن أغفر لك ما لا أغفره للآخرين وألا أغفر لك ما أغفره لهم