حياة كل إنسان تدور مثل الكواكب في مدار محدد بعاملين مهمين هما الزمان والمكان وزمان أي إنسان هو عمره المحدد في اللوح المحفوظ أي في علم الغيب عند الله بسنوات وأيام وساعات ودقائق محددة. ومكان أي إنسان هو الموضع الذي ولد ونشأ وعاش فيه وارتبط به.. قد يمد عمر الانسان دون أن يشعر بمروره إلا في لحظات فارقة قد تكون سعادة شديدة أو صدمة قاسية.. وقد يعيش الانسان في أكثر من مكان ولكنه يحن دائما إلي مكان معين هو وطنه ومرتع أهله وأحبابه وذكرياته وقد عبر عن ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي أروع تعبير عندما قال:( قد يهون العمر إلا ساعة وتهون الأرض إلا موضعا).. ورغم أن هذا البيت الشعري ورد علي لسان قيس في مسرحية مجنون ليلي للدلالة علي أن العمر يهون إلا ساعة لقاء الأحبة والأرض تهون إلا موضع هذا اللقاء.. ولكن المعني الأعم والأهم هو أن العمر قد يهون إلا ساعة طاعة لله أو ساعة توبة صادقة أو ساعة انتصار علي معصية وقد تهون الأرض إلا ثلاثة مواضع وليس موضعا واحدا وهي مكةالمكرمة حيث الكعبة الشريفة والمدينة المنورة حيث قبر الرسول عليه الصلاة والسلام والقدس الأسير حيث المسجد الأقصي.