شرىف رىاض قلت في مقال الخميس الماضي إن الدستور هو المعركة القادمة.. لكن حمدين صباحي ذهب أبعد من ذلك فوصفها بأنها »أم المعارك«.. وهو علي حق إلي حد كبير لأن القوي المدنية إذا ما تراخت أو ضعفت في مواجهة محاولات انفراد التيار الإسلامي بوضع دستور يتجاهل مدنية الدولة وحقوق المواطنة ويرسخ لدولة دينية فقل علي مصر السلام. من هذا المنطلق جاء اجتماع رموز القوي المدنية مساء الأربعاء الماضي بمشاركة عمرو موسي ود.محمد البرادعي وحمدين صباحي ود.السيد البدوي ود.علي السلمي ود.أيمن نور وأحمد سعيد ود.زياد بهاء الدين ومني ذو الفقار وعبدالغفار شكر.. اجتمعوا في منزل وزير القوي العاملة السابق أحمد البرعي واتفقوا علي تشكيل ائتلاف »الوطنية المصرية« للوقوف ضد محاولات سرقة الدستور.. الائتلاف يضم تحالف المؤتمر المصري والتيار الشعبي وأحزاب الدستور والمصريين الأحرار والمصري الديمقراطي والتحالف الشعبي الاشتراكي.. والاجراءات التي تم الاتفاق عليها تبدأ من حشد الجماهير في الميادين العامة طوال الأسبوع الحالي للمطالبة بدستور يحمي الحقوق والحريات وتتدرج إلي الانسحاب الجماعي للقوي المدنية من الجمعية التأسيسية للدستور ثم تعليق مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية القادمة إذا لم يصدر الدستور معبرا عن مصر الثورة بكل فئاتها وأطيافها السياسية. صحيح ان الجمعية التأسيسية للدستور مهددة بالحل بحكم قضائي.. وهناك جلسة بعد غد لنظر الدعوي المرفوعة ببطلان تشكيلها.. الا ان هذا الحكم المرتقب لم يتحدد بعد موعد اعلانه.. ولهذا تسابق الجمعية التأسيسية الزمن للانتهاء من اعداد الدستور والاستفتاء عليه قبل صدور الحكم في الدعوي ببطلان تشكيلها. الخطورة في هذا الأمر أنه مهما حاولت القوي المدنية شرح القيود علي الحقوق والحريات التي يتضمنها الدستور الجديد ومخاوف بعض فئات المجتمع.. ومهما حاولت اجهزة الإعلام توضيح هذه القيود والمخاوف الا ان 80٪ علي الأقل ممن سيصوتون علي الدستور لا يمكن لهم بحكم السن ومستوي التعليم والثقافة فهم حقيقة الخطر الذي يهدد مصر وسيذهبون إلي الصناديق في سيارات ليقولوا »نعم«.. عندها سيكون الشعب قد قال كلمته ووافق علي الدستور الجديد.. لكن كم واحدا قرأ الدستور واستوعب مواده؟