خالد رزق في كتابه المهم من أسرار الساسة والسياسة، الذي اتخذ فيه من سيرة أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي في عهد فاروق آخر ملوك أسرة محمد علي مدخلاً لتأريخ صورة الحياة السياسية في مصر ما قبل ثورة يوليو خص أمير الصحافة المصرية محمد التابعي واقعة إجبار الجيش البريطاني للملك علي اسناد رئاسة الوزراء لزعيم الوفد مصطفي النحاس باشا والمعروفة تاريخياً بحادث 4 فبراير1942 بتدقيق وشرح لكل ما اتصل بها من تفاصيل.. تاركاً الحكم علي موقف الوفد وزعيمه للقارئ.. بل وحرص علي الإشارة إلي أن شيئاً من ذلك لا يعني أن النحاس كان عميلاً لبريطانيا .. !! روي التابعي كيف أن النحاس في نهاية عام 1941 وبعد استدعاء الملك فاروق له من مصيف رأس البر خرج في خطاب هاجم فيه بريطانيا وسياستها، وأعلن تأييده وإخلاصه والوفديون لصاحب العرش الذي كان قد أقال حكومته في عام 1937 .. المهم أن النحاس وبعد أقل من شهرين علي هذا الخطاب كان يخطو إلي داخل قصر عابدين المحاط بعشرات الدبابات وبآلاف الجنود البريطانيين .. وعلي مرأي ومسمع من حضور ضم زعماء الأحزاب السياسية ورؤساء حكومات سابقة .. ليتسلم تكليف ملك مصر المحاصر فاروق برئاسة الوزارة الجديدة بعدما تسلم الملك إنذاراً بريطانياً بتعيين النحاس في الوزارة أو التخلي عن الحكم.. وعندما مثل النحاس في حضرة الملك والزعماء الذين ثاروا لما حاق بالوطن من إهانة بادره الدكتور أحمد ماهر .. اسمع يا مصطفي باشا أنني أقول لك أمام جلالة الملك وزعماء مصر أنك تتولي الحكم مسنوداً بالدبابات والحراب البريطانية وصدق علي كلامه إسماعيل صدقي باشا نعم مسنوداً بحرابهم حقيقة لا مجازاً وقد رأيناها بأعيينا في الميدان.. فرد النحاس بأنه لم ير شيئاً من هذا لأن الدنيا كانت ضلمة.. الضلمة تحجب الرؤية أحياناً!!