تبرير الفشل أمر يسير أما صناعة النجاح فهي عملية مركبة وصعبة وتحتاج إلي صبر وجهد دءوب.. وقديماً تعلمنا من أساتذتنا أن الراسب يتعلل باضطهاد معلميه وهذا ما تعارفنا شعبياً علي تسميته ب"حجة البليد"..هذه الحجة تصبح أكثر خطورة وتأثيراً إذا امتدت وشاعت في الحياة العامة وخاصة ما يتعلق منها بالقضايا السياسية أو الانتخابات البرلمانية ..عندما نجد أصواتاً تبرر مسبقاً ضعفها النسبي في تحقيق النجاح بأن الانتخابات المقبلة مزورة..فهو حديث يثير الدهشة وحكم مسبق يراد به تبرير الغياب أو الانسحاب..ولعل الرد الوحيد علي هؤلاء هو ماتشهده أروقة الحزب الوطني نفسه من منافسات مشتعلة ..فلو كان الحزب يضمن نجاح مرشحيه لما اضطر لاستخدام كل تلك الآليات لاختيار الأفضل .. ولو أن العزم منعقد علي التزوير فلماذا يرشح الحزب رموزه ويختار منهم أكثرهم شعبية..وقد أثار دهشتي تصريح لأحد قيادات الجماعة المحظورة في تعليقه علي ترشيح الوزيرين اللواء عبد السلام المحجوب ود. مفيد شهاب بدائرتي الرمل ومحرم بك..عندما قال إن جماعته تحترم المحجوبو د. شهاب وتقدرهما كرمز وطني مضئ في الثغر وإنها كانت ستعلن انسحابها أمامهما في حالة خوضهما الانتخابات مستقلين.. ولكنها مستمرة في منافستهما فقط لأنهما يمثلان الحزب الوطني!!. أنه نموذج ضمن عدة نماذج من التبرير المسبق والرد الجاهز ومحاولات تغليب المصلحة الذاتية علي المصلحة العامة.