قدم فاروق وهبة معرضا خاصا بمركز الهناجر خلال الأسابيع الماضية يضم أعمالا فنية ورقية بعضها ملون والبعض الآخر مطبوع، والاعمال موقعة ومؤرخة خلال العقد الأخير من هذا القرن، الفنان فاروق من مواليد 2491 بمدينة المنصورة، تخرج في كلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية 8691، كما حصل علي دكتوراه الفلسفة في الفنون 8891، شغل فاروق عدة مناصب مهمة مستشارا ثقافيا لمصر بدولة النمسا 7991، ورئيسا للأكاديمية المصرية بروما عام 0002، أقام عدة معارض شخصية بمصر والمانيا والكويت وبولندة وايطاليا والنمسا، كما شارك في العديد من المعارض الدولية والمحلية، وكان من نصيبه الحصول علي عدة جوائز، وله مقتنيات خاصة بمصر وبعض الدول بالاضافة الي المتاحف بمصر والخارج، وجاء في صدر كتالوج المعرض مقدمة بقلم الفنان اسماعيل عبدالله مؤرخة في 7002، وتذكرنا بأخيه الفنان الكبير الراحل محمود عبدالله ونصها تقوم التجربة الابداعية عند فاروق وهبة علي نبذ المراوجة والتنميط وتعظيم الاستباق والتجاوز، وتقديم الجديد المغاير في عالم الابتكار وفي نظام التعبير، كما تقوم علي ثلاثة مستويات هي: عرض صورة جديدة (وبنية تعبيرية جديدة) ولغة بصرية جديدة، وهي تجربة لا يمكن ان تشق طريقها من خلال منطق أحادي النظرة، وانما من خلال حوار بين الماضي والحاضر، وبين القديم والحديث دون تمجيد للذات ونبذ الآخر، فهو لم يجنح نحو استحداثية تسلب ذاتيته، أو استغراق في الماضي يسلب إبداعيته وحضوره في الواقع الحي، كانت تجاربه الاولي وراء اكتسابه مقدرة خاصة علي صياغة لغة شاملة تجمع بين فلسفة قائمة علي التمام صوفي بالكون، وموهبة صاعقة في التقاط مغردات معاصرة لاستنباط قيمة جمالية مفاجئة تدخل في تركيب عمل فني متكامل علي نحو غير مألوف، إن تجربة فاروق وهبة المثيرة تدفع الي الاقرار بأهمية موضعه علي خريطة الفن التشكيلي في مصر بوصفه فنانا ينتمي الي الهوية التاريخية لوادي النيل عبر عصوره البعيدة.. مجسدا هذه الهوية بالتطلع الدائم الي آفاق عصرية مفتوحة.. وبالانطلاق من موقع السباحة ضد تيار التقليدية والانطوائية متجاوزا ومحققا وصولا الي (مثالية) تستأنف الموروث باعتباره مرجعية ميتافيزيقية، وتتخطي هنا الموروث برؤية عصرية متشددة تتآلف فيها (ثنائية الاتصال والانفصال) التي تمثل الطاقة الدينامية التي تمجد الصراع من أجل تحقيق الهدف والذات.. وهي ايضا الثنائية التي تمثل المحرك الأكبر للإبداع في فن فاروق وهبة، ذلك الابداع الذي يمازج الحياة الفكرية والعاطفية في هوانها وفورانها، كما تموج مياه النيل في لقائها الصاخب بمياه البحر عند المصب. قصدت تضمين المقال النص كاملا لأهميته وعمقه، والفنان فاروق تتعاظم إبداعاته في الأعمال الفنية المجهزة في الفراغ والمركبة وخاصة المستخدم فيها المومياوات والإليكترونيات في تجانس وتوحد قدير معبرا عن مكنون الحضارة المصرية القديمة وعصر العلم والتكنولوجيا. فاروق وهبة من الفنانين المجددين والمتفردين في الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي.