[email protected] الانتخابات القادمة هي حديث الساعة وهي تسيطر علي كل الأولويات المطروحة علي الساحة في النصف الثاني من عام 0102.. ما يقوم به البعض ممن احترف السياسة هو تحويل المجتمع إلي ما يشبه ساحة القتال.. بصراعات ومصادمات حينا وتنازلات حينا آخر... وفي غالبية الأحيان يتساءل المجتمع هل الكرسي أهم من الوطن...؟ وهل الفرد أهم من المجتمع؟... وهل السلطة أهم من البرنامج؟... في مقالات سابقة أشرت تحديدا إلي »1« أن الحراك السياسي يجب أن يستند إلي معرفة وعمق عن قضايا الوطن وتفاصيلها »2« أن الواقع به سلبيات ولكن به أيضا كثير من الايجابيات و يجب علينا الالتزام بالموضوعية في توصيف واقعنا »3« أن أي حديث عن التغيير دون التفاصيل ودون المعلومات هو حديث سطحي يضيف إلي سلبيات ما يحدث ولايستثمر ايجابياته »4« أن التغيير المنشود ليس شخصيا ولكنه مجتمعيا يتطلب إطارا وبرنامجا »5« أن الإطار المنشود هو سياسي يمكن أن يكون في ثلاثة أحزاب قوية تتنافس بقيادات وبرامج لصالح الوطن ولفترات محددة وفي مناخ ديمقراطي نقي يتمتع بالعدالة والشفافية والتكافؤ والاحترام »6« أن الفارق بين حزب وآخر هو عمله وبرنامجه وأيضا في تاريخه، وفي توجهه، فبديهي أن نري حزبا محافظا وحزبا أكثر ليبرالية وحزبا أكثر اشتراكية... تاريخ ديمقراطيات العالم يشير إلي تنوع توجهات الأحزاب وفكرها ونظرتها إلي كيفية تحقيق تقدم المجتمع... والبرنامج الحزبي هو الفيصل... لدينا حزب واحد له برنامج وتم بناؤه وله كوادره... وباقي الأحزاب لم أسمع بأن لأي منها برنامج عمل، بل أن معظمها تفتقر إلي مقومات كونها أحزابا حقيقية سواء من حيث التنظيم أو البرامج أو التواصل أو الجماهير... تاريخ أي حزب أو أي ممن فيه هو في عمل حقيقي اضاف للوطن وتقدمه وغير من أحوال أبناء الوطن إلي الأفضل؟... ما يحدث في العالم حولنا من الغرب إلي الشرق... وفي الديمقراطيات الراسخة ودعاتها مثل انجلترا والولايات المتحدة والدول الأوروبية إلي الهند، يحتم علينا بنفس جدية الدعوة إلي تطوير الممارسة السياسية الوطنية وإلي النظرة الجادة إلي أولويات الوطن وتقدمه وبرامجه الواقعية... بل أن هذه البرامج يجب أن تكون أساسية لكل التوجهات الوطنية دون دعوات حزبية أو مهاترات إعلامية... وتحديدا ما يلي: الاستقرار، السلام، السكان، التعليم، الصحة، الغذاء، المياه والنقل والمواصلات، والفقر، الاسكان، الأمن والآمان، فرصة العمل، والطاقة، البحث العلمي والاختراع، الزراعة والصناعة، والاستثمار والتجارة، والسياحة والخدمات... إلخ، كل هذه الموضوعات ذات أولوية خاصة في الدول التي بها زيادات سكانية -مثل مصر- ومحدودة الموارد... يتساءل البعض كيف وأين سيعيش المصريون بعد عشرين عاما وبعد 04 عاما حين يصبح عددنا أكثر من ضعف ما هو حاليا؟... ولكن كل هذه التحديات يمكن مواجهتها والتغلب عليها إذا ما كانت هناك رؤية وبرنامج دقيق بأهداف واضحة واستخدام كفء للموارد المتاحة »وليس بإهدار القليل المتاح والغالي منها«، وقيادات تعرف وتعلم ما يجب ان تفعله وفريق واحد لأمة تسعي للتقدم... بالعلم والمعرفة... وكلمة حق وقلم حر يصارح الوطن بكلمة وخبر ومعلومة وفكر... وبإعلام ينير طريق وليس باعلام يتاجر بمجتمع... يقترب من الهاوية الطائفية... كل هذه المحاور وغيرها هي برامج عمل غائبة لأحزاب يشغل معظمها السلطة عن برامج التقدم... والتنافس علي نماء الوطن.... تري ما هي أولوياتنا... وهل لحديث الأولويات وبرامج التقدم للوطن مكان في خضم ما نتابعه من ضوضاء انتخابية وصراعات سياسية؟... تري ما هي أهم الأولويات؟... وهل واجب علي كل مصري أن يفكر في الأولويات؟... وللحديث بقية