يوم السبت الماضي 31 نوفمبر مر 52 عاما علي بدء دخول مصر عصر المعلومات.. هديتي لمصر الأولي والتي أشرت لها الأسبوع الماضي هي في »دخول مصر لعصر المعلومات« وأن المستحيل ممكن.. هديتي الثانية هي »تعبئة وبناء جيل للتحديث والتطوير وعصر المعرفة«.. كانت مصر في أوائل الثمانينات في حالة غيبوبة اقتصادية واجتماعية لازالت تبحث عن طريق للإصلاح حينئذ.. والعبور بمسيرة المجتمع وسلامه وأمنه.. كانت مصر أيضا في غيبوبة رقمية حين يتحدث وزراء ومسئولين كل يجتهد بأرقام غير دقيقة كثير من الأحيان متناقضة.. ومتعارض في أغلب الأوقات.. وكان التعامل مع البيانات والمعلومات مثل التعامل مع الموضوعات الأمنية.. غاية في السرية وتدور حوله دائما الشكوك والحيطة والحذر.. وكانت البيانات مبعثرة بين الجهات وديوان الحكومة وأروقة البيروقراطية.. غير منظمة.. وغير محددة.. وغير معروفة.. وغير محدثة إن وجدت.. وفي جميع الأحيان في أوراق كثيرة.. وكان التبشير بالمعلومات ودعم القرار أشبه بالمهمة المستحيلة.. استمرت عامين من 2891 (تاريخ مناقشة الدكتوراه في الMIT) الي عام 3891 تاريخ تكليفي من القوات المسلحة - التي كنت أشرف بالعمل فيها - لان ابدأ بناء أول مركز من نوعه في العالم آنذاك بناء علي الإطار الذي وضعته، والتكليف الذي كلفت به في عام 4891.. وبدأت المسيرة.. وكان التحدي الرئيسي هو البشر.. وتحول الي هدف.. وتحول بعد ذلك الي أهم الانجازات.. وبدأت مسيرة تعبئة الطاقات العلمية والادارية والمهنية لمصريين بإسلوب بناء السد العالي وبروح حرب أكتوبر.... قيادات وشباب البعض منهم حديث التخرج والبعض عائد من بعثة خارجية والبعض الآخر مارس العمل في احدي الوزارات أو القطاع العام أو في شرف الخدمة بالقوات المسلحة أو في جهاز الشرطة آنذاك وبدأ أكبر مشروع في الثمانينات لإعداد القيادات الوطنية باحتضان شباب من الحاصلين علي الدكتوراه والماجستير والبكالوريوس مع خبرات ممارسة وطنية ممن عمل بالبيروقراطية المصرية.. وبدأ بعدد محدود... ثم بعشرات ثم مئات ثم الآلاف في المحافظات والقطاعات معظمهم من الشباب - تحتضنهم قيادات وطنية ذات خبرة وممارسة اكاديمية وعسكرية ومهنية وحكومية... كون هذا المجموع جيشا جديدا من نوع خاص...جيش تنمية... وجيش تقنية... وجيش ابداع... وجيشا يتواصل في حب مصر... تم اعداد الشباب العملي والميداني في مشروعات تنفيذية باهداف محددة وتم تأهيل الجدد منهم ببرامج تعليمية وتدريبية مكثفة من الماجستير والدكتوراه الي البرامج المتخصصة.. ثم بناء معهد تكنولوجيا المعلومات والمعهد الاقليمي و84 مركزا للتدريب وتخرج من هذه المنظومة عشرات من الحاصلين علي الدكتوراه بعضهم وزراء الآن.. وأكثر من الفي ماجستير في الادارة وتكنولوجيا المعلومات ومايزيد عن مائة ألف متدرب للادارة العليا لقضاة ومحامين وصحفيين واطباء ومحاسبين ومهندسين وعاملين بالقطاع العام وغيرها مما يزيد عن 003 ألف متدرب سنويا للدخول لعصر المعلونات والانترنت... تم ذلك بعقول مصرية... هديتي هي في جيل ونموذجة جيل به قيادات بالحكومة وقطاع الاعمال في كل موقع وكل مكان... ونموذج يحتذي به لرؤية اساسها الإيمان بقدرات المصريين، ولسياسة الأستثمار بالبشر، ولمنهج لتعبئة وتوظيف الطاقات البشرية للاسراع بالتنمية، ولأسلوب للتشجيع وتفجير الطاقات العملية والانسانية للعطاء والتحفيز والثواب والعقاب والرحمة وتقبل الآخر والشفافية والعدالة والأبواب المفتوحة والفكر والثقافة المؤسسية وحب الوطن والانتماء...كل هذا ولد في رحلة بدأت في نوفمبر 5891.. وللحديث بقية [email protected]