يمر هذا الأسبوع 52 عاما »ربع قرن« من بداية تحويل حلم المساهمة في بناء وطن عصري وإدخاله لعصر المعلومات والمعرفة للإسراع بالتنمية إلي حقيقة وواقع ملموس نعيشه... يتساءل البعض كل يوم... هل يمكن أن يتحول حلم إلي حقيقة؟ هل يمكن ان تبني مؤسسات عصرية؟ هل يمكن للشباب المصري أن يتفاني لبناء بلده؟ هل يمكن ان تتحول رؤية علمية إلي سياسة لدولة؟ هل يمكن التحديث تكنوقراطيا دون التشدق سياسيا؟ هل يمكن بناء جيل يتحدث بلغة جديدة؟ هل يمكن بناء فريق مصري تكنوقراطي بيروقراطي وعلمي للتقدم يحتضن الخبرة وحماس الشباب؟ هل يمكن لمصر ان تقفز قفزة نوعية في أحد المجالات أو في كلها؟... ولد الحلم في ال MIT في دراسة للدكتوراه موضوعها »الإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من مدخل المعلومات ودعم القرار«. ... وواكب تنفيذ الرؤية والاستراتيجية كل العقبات والاخفاقات والمستحيلات التي تواجه أغلب المصريين وبعد سنتين بدأ التنفيذ في 31 نوفمبر عام 5891 بقرار لبدء مشروع لإنشاء مركز للمعلومات ودعم القرار لمجلس الوزراء... تحول إلي بناء مجتمع للمعلومات المصري... كانت أول موازنة هي خمسين ألف جنيه مصري... ومن هذا المشروع بدأ في صمت وبثقة وبحرية وحماس واحد من أهم مبادرات التحديث والنماء والتطوير في تاريخ مصر المعاصر... وتوالت عشرات البرامج والمشروعات بدأت بفكرة مركز وتحولت إلي بنية معلومات ودعم القرار وبرامج لدعم الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي والتشريعي والعلمي والتكنولوجي والبيئي والثقافي لمجتمع... وبدأ العمل »دون مقر للمشروع« في غرفة بالدور الثاني بمجلس الوزراء القديم ثم بمقر مؤقت بالزمالك ثم مقار أخري إلي أن تم بناء أول مركز بمقر مجلس الوزراء هو أول مبني ذكي من نوعه في العالم، من هذا المبني تم تنفيذ مشروع حصر تخفيض الديون المصرية، حصر وتنقية التشريعات والقوانين، ودعم برامج الاصلاح الاقتصادي الأول والثاني، والانتهاء من مشروع الرقم القومي المصري وتنمية وتنفيذ إنشاء مشروعات مراكز المعلومات ودعم القرار بكل وزارة وكل محافظة وكل هيئة مصرية وكل مدينة وكل حي وثلث قري مصر، وتم ايضا حصر جميع قواعد المعلومات الوطنية، إدخال ونشر الانترنت في مصر، وبرنامج لادخال التكنولوجيا في التعليم وتسجيل المنشآت في مصر وحصر قواعد الانتاج الوطنية و النشاط الصناعي وبناء القاعدة القومية لمعلومات العمالة والأجور، وبرنامج التنمية التكنولوجية الذي أثمر عن القرية الذكية والمناطق التقنية، وبرنامج تحديث وتطوير الحكومة المصرية وبناء أول مركز لادارة الأزمات وبرنامج حصر التراث الوطني ومبادرات حماية الملكية الفكرية ومركز المعلومات الجغرافي الوطني والمركز الاقليمي والمعهد الاقليمي ومعهد تكنولوجيا المعلومات ومراكز التكنولوجيا بالقري والمحافظات وبناء صناعة وطنية للانترنت والبرمجيات ومراكز القرن الحادي والعشرين ومبادرات مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة وتصدير الخبرة والمنتجات وغيرها... ومشروعات وبرامج »وجيش من شباب وقيادات وخبرات وطنية« وضعت مصر علي المرتبة الأولي في المعلومات والادارة وبحوث العمليات والريادة عربيا وافريقيا وبالعالم النامي والصاعد بل المنافسة مع أفضل عشر دول بالعالم في مجالات كان يري البعض استحالة ذلك... هديتي لمصر هو التأكيد علي أن المستحيل ممكن بأبناء وطن قادر... هديتي لمصر هم قيادات وشباب وأبناء ومراكز ومؤسسات وبرامج ومشروعات وانترنت وسياسات... كلها علي أرض الواقع بجيش وجيل صنع في أقل من ربع قرن... تحية وتهنئة لمن وضع الثقة وأعطي لي ولزملائي شرف العطاء... وتحية وتهنئة لمن وضع الثقة وأعطي لي ولزملائي شرف العطاء.. وتحية وتهنئة لمئات من رجال صناعة المستقبل خلال 52 عاما... هم هديتي لمصر... وللحديث بقية