رفعت رشاد دقت طبول الحرب البرلمانية . تجمع الأحزاب قواها وتنظم حشودها . القوي المتأسلمة تتحالف تلقائيا باعتبار أنهم الموكلون علي اختلاف آرائهم لتنفيذ شرع الله . القوي المدنية تحشد قواها في تحالفين، تحالف الأمة المصرية الذي خرج من عباءة حزب الوفد ويضم شخصيات ليبرالية وعددا من الأحزاب التي تنتهج نفس النهج ويتقدمه عمرو موسي المرشح الرئاسي في الانتخابات الأخيرة . التحالف الآخر، التحالف الشعبي الاشتراكي ويتقدمه د. محمد البرادعي وعبد الغفار شكر ومعهما عدد كبير من الأحزاب والتكتلات . وبغض النظر عن المبررات المعلنة، فإن الهدف الحقيقي تحقيق مكاسب في الانتخابات البرلمانية القادمة في مواجهة التكتل المتأسلم المتمثل في الأساس في حزب الحرية والعدالة المعبر عن جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور المعبر عن التيار السلفي ومعهما شذرات من أحزاب أصغر أو تنظيمات متأسلمة متناثرة . الهدف مشروع، لكن التساؤل : ماذا سيقدم التحالفان المدنيان اللذان يضمان كل هذه الأحزاب للمواطن المصري، لكي يضمنا أصواتا تساندها وتدعمها في مواجهة القدرة الكبيرة علي الحشد والتنظيم المتوافرة لدي الجانب المتأسلم خاصة جماعة الإخوان المسلمين ؟ . إن تراكم الخبرة التنظيمية المطلوب للتحالفات الجديدة لا يكون خلال أيام أو حتي شهور أو سنوات قليلة، إنما هي عملية تتطلب تداخلا تفصيليا بين أعضاء التنظيم الواحد وقدرة علي تشكيل الفريق الذي سيخوض المنافسة والفريق الذي يوفر الدعم والفريق الذي يحشد .. إلخ . هناك تحالف آخر علي وشك الإعلان عنه وهو تحالف نواب الحزب الوطني الذين لفظهم الحزب في انتخابات 2005 و2010 ويتكون من عدد من النواب أصحاب الشعبية في مناطق مختلفة، وإن لم يمارس المتأسلمون خروجا عن قواعد الانتخابات النزيهة ولم يتلاعبوا بالنتائج فإن التحالفات التي تتبلور الآن قادرة علي كسب مقاعد تكفي لتحقيق التوازن داخل البرلمان بما لا يسمح لتيار بالسيطرة أو الاستحواذ علي أكبر مساحة من السلطة تساهم في خلق دكتاتوريات جديدة . الملاحظ أن كل ما أعلنه قادة التحالف وكذلك قادة المتأسلمين، مجرد كلام " عايم " من خلال مصطلحات مطاطة ولا أجد فيها كمواطن ما يجذبني لكي أشارك بقوة وحماسة .