جدد بنيامين نتانياهو رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي تعهداته بمواصلة الاستيطان في القدس والضفة الغربيةالمحتلة. وإذا سأل ساءل: ماذا تعني تعهدات نتانياهو بمواصلة الاستيطان؟ قلنا له: إن تعهدات نتانياهو بمواصلة الاستيطان في القدس والضفة الغربية تعني إجراء تعديلات جوهرية علي المعالم الرئيسية لمدينة القدس والضفة الغربية وطمس معالمهما وتغيير طابعهما العربي الإسلامي في نطاق المخطط الإسرائيلي لتهويد المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية بما في ذلك هدم منازل الفلسطينيين والعمارات السكنية والمؤسسات الفلسطينية وتجريف مزارع الفلسطينيين وبياراتهم وحقولهم وبساتينهم وتدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني من أجل إقامة مستوطنات يهودية جديدة وتكثيف حركة الاستيطان لإحلال يهود غرباء تماماً عن المنطقة محل الفلسطينيين أصحاب البلاد الشرعيين!! هذا الموقف لنتانياهو نعتبره عدواناً صارخاً علي حقوقنا الوطنية الفلسطينية، ورفضاً قاطعاً لمطالبة المسئولين الفلسطينيين بوقف الاستيطان الإسرائيلي من أجل إحياء عملية السلام وبعثها من جديد، كما نعتبر موقف نتانياهو تحدياً لميثاق الأممالمتحدة واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن. وحتي يتضح موقف نتانياهو فإن هناك قرار مجلس الأمن 242 الذي صدر في 22 تشرين الثاني »نوفمبر« 7691 الذي ينص علي الانسحاب الإسرائيلي الكامل من مدينة القدس وكل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وهو ما يعني أن إسرائيل كقوة احتلال ليس من حقها ولا من سلطتها إجراء تعديلات أو تغييرات جوهرية علي أوضاع مدينة القدس والأراضي الفلسطينية. وهناك قرار مجلس الأمن 564 الذي صدر في الأول من شهر مارس »آزار« 0891 الذي طالب الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن بناء أي مستوطنات في القدس أو الأراضي العربية، وهناك قرار مجلس الأمن 674 الذي صدر في 3 يونية »حزيران« 0891 الذي يؤكد أن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية والإجراءات التي اتخذتها إسرائيل كقوة احتلال والهادفة لتغيير طبيعة ووضع مدينة القدس لا شرعية لها وأنها تشكل انتهاكاً لمعاهدة جنيف الرابعة، كما تشكل عقبة خطيرة للوصول إلي سلام شامل وعادل ودائم في المنطقة. والغريب في الأمر أن مجلس الأمن لم يتخذ موقفاً حازماً لتنفيذ قراراته!!!