نعيش جميعاً وهما كبيرا في حياتنا اسمه مجانية التعليم .. وإن التعليم كما قال عنه عميد الأدب العربي د. طه حسين مثل الماء والهواء صحيح أن جيلي والأجيال القليلة التي ولدت بعدي عاشت بالفعل هذا الحلم الجميل فقد كان التعليم علي أيامنا في جميع المراحل بالمجان فعلا.. وكنا ندفع بضعة جنيهات قليلة كرسوم تعليمية ومثلها لشراء الزي المدرسي.. ولم نكن نعرف ثمناً للكتب التعليمية أو الكراسات التي كنا نتسلمها من مدارسنا بالمجان أيضا.. وحتي الجامعة أذكر جيداً أن الرسوم الجامعية لم تكن تتعدي الخمسة جنيهات في العام الدراسي .. ولكن هذه الأيام بدأ التعليم يمثل بنداً مالياً كبيراً في حياة كل أسرة سواء في ارتفاع رسومه أو تكاليف الزي الرياضي أو ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية.. وقد يكون هذا مقبولاً في المدارس الحكومية ولكنه أصبح يتكلف مبالغ خيالية تتعدي الآلاف كتكاليف العام الدراسي في المدارس الخاصة سواء كانت عربية أو حتي اللغات أو تلك المتميزة جداً والتي تسمي بأسماء بعض الدول الأجنبية كالأمريكية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والتي أصبح لها نظم خاصة بها تمهيداً لإلحاق طلابها بالجامعات التابعة لها هذه المدارس.. ولعل ما جعلني أتكلم في هذا الموضوع أن حفيدتي التحقت بإحدي المدارس الخاصة.. وفوجئت بأن تكاليف تعليمها في الحضانة تتعدي الخمسة آلاف جنيه: رسوم المدرسة والأتوبيس والزي رغم أن هذه المدرسة ليست مدرسة لغات أو من النوع المتميز جداً.. وضحكت كثيراً وأنا أتذكر الوهم الذي نعيشه جميعاً حول مجانية التعليم خاصة أن هناك أساليب أخري كثيرة للقضاء المبرم علي هذه المجانية عندما نتحدث عن الزي المدرسي والذي تشترط معظم المدارس سواء كانت حكومية أو خاصة شراءه من محل ملابس متخصص تتعاقد معه المدرسة للزي بمواصفات وألوان متميزة ولا يسمح لأسرة التلميذ أن تشتريه من محل آخر.. ناهيكم عن المبالغ الكبيرة التي تدفع في الأنشطة المدرسية والرحلات وحتي المقصف المدرسي.. إننا نتمني أن نسمع عن عودة مجانية التعليم بحق إلي مدارسنا ضمن الثورة والتطوير التي يقودها وزير التعليم في بداية هذا العام الدراسي.