بعد مليونية أغسطس التي دعا إليها »بوحامد« تبين لي أن ثورة 52 يناير لم تكن فقط نتاج دعوات إلكترونية علي الفيس بوك، وتويتر، وغيرها.. ولم تكن كذلك فقط وليدة مظاهرات واعتصامات قام بها آلاف أصابهم الضجر والسخط علي النظام الفاسد وآلياته. وإنما هي مع كل ما سبق صادفت عمقا شعبيا متجذرا عاني من الظلم والقهر، والاستبداد، وأغلقت أمامه كل سبل الحياة الشريفة بعد أن تفشت الرشوة والمحسوبية، وانتعش الظلم وتجبر الظالمون في كل مناحي الحياة، وظن أهلها أنهم قادرون عليها فجاءهم بأس »المنتقم« علي يد عباده صفوة شباب مصر في ميدان العزة والكرامة.. الشهداء. نعم مليونية أبوحامد أثبتت لكل ذي عينين أن الثورة لم تكن فحسب مظاهرة »حنجورية« بل جاءت فورة شعب فاض به الكيل حتي بلغ السيل الزبي وتجرع الصبر حتي لم يعد في قوس الصبر منزع، وبلغت منه الروح التراقي فضج بالدعاء لترتج أبواب السماء أن حسبنا الله ونعم الوكيل.. فقيض »مولانا« هذا الشباب الطاهر المتوضئ بنور الإيمان والاخلاص مناديا بالحرية متصدرا المشهد السياسي حاملا روحه علي أكفه فجاء الحق وزهق الباطل وانبلج فجر جديد، نسأل الله خيره وبركته. مليونية »بوحامد« ظهرت »مسخا« لأنها في ظني بنيت علي فرقعة إعلامية يحركها هوي نفس أمارة بالسوء.