محمد نبىل عفىفى اثناء حواره مع »الأخبار« تبادر إلي ذهني تساؤل مثل باقي المصريين.. هل نظام التعليم في مصر يمكن أن يخرج عالماً نجد اسمه بين الذين تخرجوا من جامعات عريضة من كمبردج والسوربون وجلاسكو وغيرها من الجامعات العربية.. هل يمكن لمصري أن يتوصل إلي اختراع لم يسبق اليه أحد من العلماء في أدق وأعقد البرامج النووية في ظل هذه المنظومة. الشاب محمد نبيل عفيفي خريج علوم القاهرة دفعة 8002 والذي اخترع مفاعلاً نووياً حديثاً يقول ان نظام التعليم في مصر لا يصلح أن يخرج أي عالم في أي فرع من العلوم لكن المسألة تتوقف علي طبيعة الشخص واصراره علي تحقيق شيء والوصول إليه عن طريق البحث والمعرفة من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة هو الذي يمكن أن يحقق أي هدف لإنسان طموح. قال محمد نبيل عفيفي الذي ولد في البدرشين بالجيزة وتخرج في كلية علوم القاهرة قسم الفيزياء النووية عام 8002 ان المفاعل الذي توصل إلي تصميمه اطلق عليه مفاعل الشمس ويمثل الجيل الثالث من المفاعلات النووية تبلغ تكلفة المرحلة الأولي منه حوالي 7 مليارات دولار وينتج طاقة قدرها من 002 إلي 052 ألف ميجاوات في حال اكتمال المشروع تعادل 01 أضعاف الطاقة المنتجة في مصر يمكن أن نصدر منها 051 ألف ميجاوات تحقق عائدا قدره 051 مليار دولار سنوياً بالاضافة الي استغلاله في تحلية 62 مليار متر مكعب من مياه البحر سنوياً من منخفض القطارة.. ويري أن هذا المشروع يستحق أن يتبناه الرئيس القادم باعتباره مشروعا قومياً يساهم في حل مشاكل مصر ونحن بدورنا نطرحه أمام المسئولين. في البداية سألنا الشاب محمد نبيل.. متي بدأت فكرة الاختراع وإلي أين وصلت؟ بدأت الفكرة منذ 7 سنوات وأنا مازلت طالباً بالكلية كنت أدرس المفاعلات النووية القائمة علي مستوي العالم وجدت انها نوعين الأولي انشطارية وهي منشآت ضخمة تسيطر فيها عملية الانشطار النووي وتستخدم أعراض انتاج الطاقة الكهربائية وتصنيع الأسلحة النووية وازالة الاملاح والمعادن الأخري من الماء للحصول علي الماء النقي وتحويل عناصر كيمائية معينة الي عناصر أخري وانتاج نظائر عناصر كيميائية ذات فعالية اشعاعية لأغراض أخري. النوع الثاني هي مفاعلات الاندماج النووي وهي عملية تتجمع فيها نواتان ذريتان لتكوين نواة واحدة أثقل ويلعب اندماج الأنوية الخفيفة مثل البرتون »وهو نواة ذرة الهيدروجين« والديوترون »وهو نواة الهيدروجين الثقيل« والتريتون »وهو نواة التريتيوم« وتلعب دوراً هائلاً في العالم وفي الكون حيث ينطلق خلال هذا الاندماج كمية هائلة من الطاقة تظهر علي شكل حرارة واشعاع كما يحدث في الشمس تمدنا بالحرارة والنور والحياة. ما هي مفاعلات الشمس؟ هي مفاعلات تنتج طاقة حرارية عن طريق تصادم الأيونات بسرعة تقترب من سرعة الضوء وطاقة تقدر ب »5.0 - 1« تريليون الكترون فولت فعند تصادم الأيونات بهذه السرعة تتولد حرارة تبلغ 4 تريليون درجة كلفن عند نقطة التصادم. هل يختلف تصميمه عن المفاعلات الأخري ولماذا سميته مفاعل الشمس وهل له علاقة بالطاقة الشمسية؟ لا يوجد تشابه نهائي بين مفاعل الشمس والمفاعلات الأخري وسميته مفاعل الشمس نظراً لانتاجه طاقة كهربية رهيبة وليس له علاقة نهائياً بالطاقة الشمسية أو الاندماج النووي كما يحدث في الشمس. هل يوجد أي آثار ضارة أو أخطار مثل الاشعاعات كما في المفاعلات الانشطارية؟ لا يوجد أي اخطار لهذا المفاعل نهائياً وأيضاً لا يستخدم في أي أغراض عسكرية وهو ما يجعله مقبول سياسياً ولا تتعرض الدولة صاحبة المشروع لأي ضغوط سياسية. كم تبلغ تكلفة المفاعل الواحد حسب تقديرك؟ حوالي 7 مليارات دولار وينتج طاقة حوالي من »02 52« ألف ميجاوات تقريباً اذا استخدمنا مسرع من النوع LHC. ويوجد أيضاً مفاعل تكلفته حوالي مليار دولار وينتج حوالي من »34« ألف ميجاوات اذا استخدم مسرع من النوع RHIC. لكن كيف نبدأ في تنفيذ المشروع ولا يوجد ميزانية تسمح بإنشائه؟ ممكن نبدأ في إنشاء مفاعل تجريبي أولاً تبلغ تكلفته حوالي مليار دولار ويتم انشاؤه علي 5 سنوات أي 002 مليون دولار سنوياً ويمكن الحصول علي المعدات اللازمة من المعونة الأمريكية البالغة 5.1 مليار دولار سنوياً. ولكن هل تسمح أمريكا بإعطائنا المعدات اللازمة للمفاعل؟ أعتقد لو طلبنا تركيب مسرع جزيئات من النوع RHIC أو مغناطيسيات فائقة التوصيل من الولاياتالمتحدة ممكن الموافقة علي هذا الطلب خاصة أن مصر في الفترة القادمة ستقوم بإنشاء محطات نووية في الضبعة فأعتقد أن أمريكا ستوافق علي المعدات اللازمة وادخالها في المعونة الأمريكية خاصة أن هذا المفاعل يعتبر بديلا لمفاعل الضبعة الانشطاري حتي لا تستخدم لأي أغراض عسكرية. ومعني ذلك انه في الامكان انشاء هذا المفاعل بدون تكاليف علي الحكومة؟ نعم يمكن إنشاؤه من المعونة الأمريكية أو عن طريق آخر ولكن آراه مستحيل وهو أن تتعاون الدول العربية لإنشاء المفاعل حيث ستدفع كل دولة عربية حوالي 01 ملايين دولار سنوياً وأعتقد أن هذا الرقم زهيد جداً جداً بالنسبة لأي دولة عربية »لا تبلغ سعر لاعب كرة«. هل لديك خطة لدمج هذا المفاعل في تنمية شاملة لتعمير الصحراء الغربية؟ نعم إذا أنشأنا 01 محطات نووية من مفاعلات الشمس في الصحراء الغربية في الساحل الشمالي فمن الممكن انتاج أكثر من 002 ألف ميجاوات أي نصدر كهرباء لكل الدول العربية والأوروبية بالاضافة ان الماء الناتج حوالي من »02 52« مليار متر مكعب من الماء العذب يتم تمريرها عبر أنابيب إلي منخفض القطارة مع ماء النيل المهدرة في البحر المتوسط البالغة 01 مليار متر مكعب سنوياً »فكرة المهندس حمدي الراوي« تستخدم المياه أيضاً في تدوير التوربينات لتوليد طاقة كهربية من انحدار الماء من أعلي الي أسفل كما هو عند السد العالي وبالتالي يتم زراعة أكثر من 4 ملايين فدان حول منخفض القطارة. لكن الميزانية لا تسمح بإنشاء 01 محطات؟ سنبدأ أولاً بإنشاء مفاعل واحد علي سبع سنوات أي مليار دولار سنوياً وعند تشغيله سيوفر حوالي 52 ألف ميجاوات وبالتالي سنوفر المازوت والغاز الطبيعي والسولار المستهلك في المحطات التقليدية. وما هي كمية الوقود المستخدم في توليد الكهرباء؟ ما يعادل 7.62 مليون طن مازوت أي ما يعادل حوالي 21 مليار دولار بالاضافة إلي توفير الدعم علي الكهرباء والوقود. هل تم عرض المشروع علي أحد المسئولين؟ بالفعل قابلت الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة السابق في شهر مارس الماضي وقرر تشكيل لجنة برئاسة رئيس المحطات النووية لدراسة المشروع لكنه قال ان المشكلة في التمويل. هل هناك جهات تفاوضت معك بشأن الاختراع؟ بالفعل هناك شركات استثمارية من احدي الدول العربية عرضت علي شراء الاختراع والاستفادة به كما توجد دعوة للسفر إلي أمريكا وأخشي أن يؤخذ هذا المشروع من مصر فهي الخاسر الأول والأخير. ماذا تريد من الرئيس محمد مرسي؟ أريد أن يتبني هذا المشروع الذي يحقق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء والطاقة مع إحياء مشروع منخفض القطارة الذي يؤدي إلي زراعة 5 ملايين فدان في الصحراء الغربية يمكن ان تحقق الاكتفاء الذاتي أيضاً من القمح وينشيء مجتمعات عمرانية تخفف الزحام عن الدلتا وتوفر ملايين من فرص العمل للشباب باختصار يبني مصر الجديدة.