تحتفل محافظة مطروح هذه الأيام بذكري غالية لا تمحي من تاريخها وهي ذكري انتصار القبائل البدوية علي القوات الإنجليزية عام 5191 وهي الامبراطورية التي كانت لا تغيب عن أرضها الشمس. وتم تأجيل الاحتفالات بذكري معركة وادي ماجد التي أصبحت عيدا قوميا للمحافظة وتحديدا يوم 42 أغسطس من كل عام بسبب اجازة عيد الفطر المبارك لتبدأ احتفالات المحافظة بتلك المناسبة من 3 إلي 6 سبتمبر المقبل حيث سيتم إقامة حفل للزفاف الجماعي ومهرجان رياضي وعروض فنية بشوارع مدينة مطروح ووضع حجر الأساس لمحطة تحلية المياه بالمدينة بتكلفة اجمالية 57 مليون جنيه. ومعركة وادي ماجد ذكري غالية سطرت فيها القبائل البدوية قصصا خالدة من البطولات والجهاد ضد قوي الاستعمار منذ أكثر من 59 عاما وهي بريطانيا التي كانت وقتها امبراطورية لا تغيب عن أرضها الشمس فدارت بينها وبين أبناء القبائل معركة غير متكافئة تعرف باسم وادي ماجد ومع ذلك كتب فيها النصر لأبناء القبائل علي يد مجاهدين كتبوا أسماءهم بأحرف من نور وهم المجاهد حسين جبريل العاصي والعمدة يونس الدربالي والعمدة فرج أبو زهويق وصالح أبو زوير السمالوسي. وتعود أحداث تلك المعركة إلي ما بعد الحرب العالمية الأولي عندما بدأت انجلترا في تقوية نفوذها في مصر وبدأوا التدخل في شئون الصحراء الغربية حيث بدأوا في تضييق الخناق علي البدو وتحجيم تحركاتهم وتنقلاتهم بقصد السيطرة علي بوابة الوطن الغربية. وبدأ التذمر من جانب القبائل من هذا الوضع الشاذ فحدث مع بداية شهر نوفمبر عام 5191 ان عقد اليوزباشي محمد صالح حرب قائد الهجانة في ذلك الوقت اجتماعا مع عواقل القبائل البدوية وتناولوا أمر مواجهة تلك القوة الباغية علي أراضيهم. واستقر الأمر علي تحفيز القبائل وتحريك الحس الوطني لديهم والبدء في أعمال المقاومة وبالفعل اختيرت منطقة وادي ماجد غرب مدينة مرسي مطروح بحوالي 02 كيلومترا لتكون قاعدة ارتكاز وبدأ الانجليز يحسون بالخطر فطلب حاكمهم آنذاك التفاهم مع أبناء القبائل وكانت القوات الإنجليزية ما يقرب من 0052 جندي وتضم 4 قطع بحرية وعربات مدافع تجرها الخيول وبعض الأسلحة الحديثة أما المجاهدون العرب فكانوا يتسلحون ببعض بنادق الخرطوش وبعض الأسلحة التقليدية. وفاجأ الإنجليز المجاهدين في يوم 11 ديسمبر عام 5191 يقودهم الجنرال سناو وما ان وصلت القوات الإنجليزية منطقة وادي ماجد أطلق المجاهدون النيران وتبادل الطرفان اطلاق النيران وكانت حصيلة قتلي الانجليز 63 جنديا وتم قتل قائدهم سناو علي يد المجاهد صالح أبو زويبر السمالوسي ثم اتجه المجاهدون غربا لمنطقة تسمي بير تونس وحدثت معركة أخري انتهت وقائعها بطرد القوات الإنجليزية. وبقي كلمة أخيرة ان معركة وادي ماجد هي الذكري الخالدة في تاريخ المحافظة ويجب أن تسجل هذه الملحمة التاريخية من خلال بانوراما تحكي قصة الكفاح والمجد داخل مكتبة مطروح العامة التي ستفتتح قريبا. فهل يتذكر المسئولون بالمحافظة هؤلاء الأبطال كلمسة وفاء تقديرا لبطولاتهم ودفاعهم عن أرضهم الغالية.