هو صاحب أشهر كتاب "إلي مجهولة العنوان" الذي ظل حريصا أن يكتبه في نهاية يوميات الأخبار التي كتبها وعمره دون الثلاثين تقديرا لقلمه الرشيق وعباراته الجميلة .. رحل عمي إسماعيل النقيب بعد حياة حافلة تمرغ فيها في الأدب ونهل منه الكثير وعاش أديبا مميزا رغم انتقاله للعمل كمحرر دبلوماسي لأكثر من ربع قرن. كانت يوميات الاثنين 20 أغسطس هي آخر ما كتب الراحل إسماعيل النقيب .. تسلمتها من حرمه ورفيقة حياته الزميلة العزيزة بركسام رمضان قبل موعدها بعدة أيام فقد كان الالتزام هو طبعه فلم يتأخر يوما عن كتابة يومياته حتي وهو علي سرير المرض. في فبراير الماضي شرفني الأستاذ الراحل بكتابه الأخير " أسرار العظماء .. وفضائح العملاء" من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب وهو مذكرات سياسية في نصف قرن عاشها وانغمس فيها وقرر أن يرويها لتصبح شاهد عصر علي فترة هامة من تاريخنا الحديث .. أسرني الإهداء وفرحت به " إلي ابني الغالي مع كل الشكر والتقدير.. إسماعيل النقيب ".. تذكرته علي الفور وهو يجلس في مكتبه بالدور الثامن منكبا علي قراءة كتاب أو ممسكا بقلمه يكتب يومياته .. تذكرته وهو ينادي بلهجته الريفية المتميزة علي أخي وصديقي الخلوق الراحل بدر الدين أدهم رئيس الشئون العربية بالأخبار .. تلقيت الكتاب وانبهرت بتلك المقدمة الرائعة للكتاب التي يبدي فيها إعجابه باختيار الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق ليكون مسئولا عن ملف الحوار الوطني بعد ثورة 25 يناير وروي جزءا من ذكرياته معه وحكاية الدكتور حلمي مراد وزير التربية والتعليم الأسبق الذي اعاد الهدايا التي تلقاها خلال زيارته لإحدي دول الخليج للدولة وانها ما كانت تهدي له الا لأنه يمثل الدولة المصرية كما روي حكاية الوزير السابق زكريا توفيق عبد الفتاح الذي لم يكن قادرا علي توفير 10 جنيهات طلبها منه ولده طارق لان مرتبه صغير لا يفي بالمطلوب . يقول عمي إسماعيل النقيب : ألا تدفعنا هذه الحكايات لكي نقارن بين هذا السلوك وما نسمعه الآن عن وزراء ومسئولين كبار تتم محاكمتهم لأنهم لم يفرقوا بين الشخصي والعام وترعرت ثرواتهم عن طريق الهدايا والعطايا .. أما أهم حكاية في الكتاب فكانت تلك التي تم فيها رفت أنيس منصور من العمل في أخبار اليوم عام 1960 بسبب يوميات كتبها لم تكتمل وكان النقيب شاهدا علي أحداثها وبكي متأثرا بدموع نزلت علي خدي أنيس . رحم الله الأستاذ إسماعيل النقيب فقد افتقدناه كاتبا يطل علي القراء بيومياته المميزة وافتقدنا فيه أدبه الجم وأخلاق الريف الطيبة وأحد أبناء الزمن الجميل الذي قلما يتكرر . كلمات خالدة : إذا بلغت القمة فوجه نظرك إلي السفح لتري من عاونك في الصعود إليها وانظر إلي السماء ليثبت الله أقدامك عليها. من عاش بوجهين مات لا وجه له. ( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن كن علي حذر من الكريم إذا أهنته ومن اللئيم إذا أكرمته ومن العاقل إذا أحرجته ومن الأحمق إذا رحمته.