حمدى الكنيسى عندما تولي مسئولية الإعلام أشفق عليه البعض لأن المسئولية غير عادية والمشكلات المهنية والبشرية، وضعف رصيد الثقة في الإعلام الرسمي تحاصر من يحمل أمانة المسئولية، ولا يخفي علي أحد كيف أخفق أكثر من وزير سابق وطارده الفشل حتي الخروج من باب الوزارة! من جهة أخري تأهب المتربصون للعمل ضده فورا مترقبين أي خطأ يقع فيه بهدف الإساءة إليه وإلي من اختاره للمهمة الكبري. أقول له: معالي الوزير صلاح عبدالمقصود: أنت -بالتأكيد- تعلم ما أحاط بتوليك المسئولية الدقيقة من شكوك واتهامات لانك -باختصار- من كوادر أو قيادات الجماعة، ومن ثم فان اسناد منصب وزير الإعلام إليك يجئ في إطار مخطط »التمكين« الذي يتضمن استكمال السيطرة علي الإعلام بعد خطوة التغييرات التي استبعدت عددا كبيرا من رؤساء تحرير الصحف القومية، ولذلك ما ان أعلن عن توليك الوزارة حتي تحدثوا عما اسموه بالهجمة الشرسة علي الإعلام بكل روافده، ولعل ذلك هو ما جعلك تسارع إلي شن هجوم مضاد لدحض تلك الاتهامات، فقلت انك خلعت عباءة الإخوان بمجرد دخولك مكتبك في ماسبيرو، مثلما خلعتها من قبل في نقابة الصحفيين، ثم أكدت ان الإذاعة والتليفزيون ملك للشعب وليس ملكا لمرشد الإخوان، وتعهدت بحماية حرية الإعلام وإلغاء أية عقوبات سالبة للحرية في قضايا النشر، كما تعهدت بضمان حرية الحصول علي المعلومات، وتحدثت -بما يشبه اليقين- عن إلغاء وزارة الإعلام وإنشاء مجلس وطني مستقل للإعلام يمثل كل التيارات والاتجاهات. من جهة اخري جاء ردك علي من أشفقوا عليك من هول المسئولية فلم تتجاهل الواقع، وقلت انك تواجه تحديات كبري وخطيرة، ومن ثم فانك تحتاج إلي تكاتف واخلاص الجميع، وهذا طبعا موقف عملي وعقلاني يحسب لك. معالي الوزير صلاح عبدالمقصود: حسنا ما قلت، ونرجو ان نقول في القريب: »حسنا ما فعلت«، ولكي يتحقق ذلك دعني أذكرك بهذه الأمور: إعلام الثورة يختلف كثيرا عن إعلام ما قبلها حيث يكون معبرا عن الشعب، وليس بوقا للحكومة والنظام، كما ان ما أصاب الإعلام من انفلات وفوضي يستدعي التحرك لتخليصه من تلك الآفة، وإذا كان إنشاء المجلس الوطني للإعلام يمكن ان يكون من وسائل العلاج، فانه لا بديل عن إنشاء »نقابة الإذاعيين بالراديو والتليفزيون«، ولعلك تتبني هذا المطلب ليس فقط تحقيقا لحلم حاربه النظام السابق، ولكن من أجل ان تقوم النقابة بدورها المنوط بها في ترشيد العملية الإعلامية من خلال تطبيق ميثاق الشرف الإعلامي الذي يصدر عن النقابة، وتتولي متابعة الالتزام به ومحاسبة من يخرجون عليه أمام لجنة القيم احدي أهم لجان النقابة. بعد الثورة تولي مسئولية الإعلام ثلاثة وزراء اخفقوا في القيام بمسئولياتهم ولعل دراسة أسباب ذلك الاخفاق تكون ضوءا كاشفا ينير لك الطريق فتتفاداها سريعا.. ولن تستقر الأحوال في ماسبيرو إلا بتوفير الموارد المالية التي تتيح الفرصة لحل مشكلة تأخر صرف الرواتب والحوافز وما ينتج عنها من احتجاجات واعتصامات تعطل مسيرة العمل والابداع. ولعل علاقتك الشخصية بالرئيس تساعد في تحقيق ذلك. تنفيذ قانون »الحد الأقصي للدخول« يمثل أحد مصادر توفير التمويل، كما انه يقلص الفارق الشاسع المثير للأسي والاستياء بين ما يتقاضاه القيادات وبعض النجوم وما يتقاضاه بقية العاملين خاصة الشباب، كما ان ذلك يساهم في حل المشكلة النفسية بين الطرفين نتيجة غياب العدالة في المعاملة المالية.. وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب علي الجميع كبارا وصغارا بما يخلق مناخا ملائما للابداع. الدراسة العلمية والعملية للعلاقة بين »الإعلان« و»الإعلام«، من أجل الاستفادة الواقعية مما تدره الإعلانات من موارد مالية، مع مراعاة ألا تجور تلك الإعلانات علي خطط وأهداف البرامج والمسلسلات. معالي الوزير صلاح عبدالمقصود: أسعدني حرصك علي حضور »حفل تكريم رواد صوت العرب« ذلك الحفل الذي أقامه -مشكورا- اتحاد المنتجين العرب، واسعدتني كلمتك البليغة التي تحترم اللغة العربية، وتحترم سلاسة الأفكار، كما أسعدني ما أعلنته عن إقامة متحف لرواد الإذاعة وكذا تأليف موسوعة عن الإذاعة »وأرجو ان يمتد ذلك إلي التليفزيون ورواده«.