أنا سعيد جدا بحضرة صاحب المعالي وزير الاعلام.. فهو يجلس في غرفة مكتبه المطلة علي النيل، ولا علي باله.. وسايب الدنيا تضرب تقلب في كل أرجاء قلعة ماسبيرو الضخمة، التي يعمل فيها أكثر من أربعين ألفا من العمال والموظفين والفنيين، الذين يحترفون المطالبة بالحوافز، والبدلات، والمكافآت في وقت تعاني فيه الادارة المالية من صعوبة توفير السيولة المالية اللازمة لصرف المرتبات!! ان حالة قلعة ماسبيرو في هذه الايام، يصعب علي العدو قبل الحبيب، بعد ان اصبح اتحاد الاذاعة والتليفزيون يواجه تدهورا كبيرا في موارده المالية.. فوزارة المالية توقفت عن الدعم المالي الذي كانت تقدمه للاتحاد كلما واجه ظروفا حرجة.. والمؤسسة العسكرية جمدت الدعم الذي كانت تضخه للاتحاد، ووزارة الاعلام ايضا، والذي كان يقدر بمائة مليون جنيه شهريا.. بالاضافة الي النقص الحاد في الموارد المالية بسبب التراجع الكبير في الاعلانات ، والفشل الذريع في تسويق برامج المنوعات والمسلسلات المصرية. في مواجهة البرامج والمسلسلات السورية والتركية والخليجية ايضا.. أن الاوضاع في ماسبيرو أصبحت في منتهي السوء، خاصة بعد تكرار الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات، امام ابواب مكاتب المسئولين للمطالبة بأية مكاسب مالية، بحق ودون حق، بالاضافة الي الفساد الذي تمارسه بعض القيادات، وانحرافات بعض المسئولين، التي ترتب عليها سوء المستوي الاخلاقي، وارتكاب مخالفات وتجاوزات مالية وقانونية، وانحطاط في المستوي المهني!! إنني أخشي ان نستيقظ ذات صباح قريب، لنقرأ في الصحف، ونسمع في نشرات الأخبار الاذاعية والتليفزيونية، أن التليفزيون المصري الذي كان عملاقا ورائدا لجميع تليفزيونات الوطن العربي، قد أشهر افلاسه، وأظلم شاشاته، وأغلق ابوابه.. وان الاربعين ألفا الذين يعملون فيه، احترفوا بيع الذرة المشوي، وحمص الشام علي أرصفة الكورنيش والكباري العلوية.. ويومئذ سيكون من أول واجباتنا، توجيه التحية والشكر لمعالي وزير الاعلام، تقديرا منا لإدارته الرشيدة!!