لقطة من مسلسل »طرف ثالث« ملامحه المصرية الأصيلة تتحدث عنه، فهو لا يسعي إلا لتقديم الأعمال الصادقة التي تعبر عن الناس وتتحدث بلغتهم ولسانهم، نجح العام الماضي في »المواطن اكس« وتألق هذا العام في »طرف ثالث«، الفنان محمود عبدالمغني أحد أبرز الممثلين الشباب الصاعدين بسرعة الصاروخ إلي المقدمة. ما الرسالة التي تريد توجيهها من خلال شخصية »ديبو« في »طرف ثالث«؟ - أولا شخصية ديبو ليست شخصية خيالية تم خلقها علي الورق ولكن هناك الكثير من النماذج في المجتمع المصري، وما أريد أن أقوله ان هناك حالة مسيطرة علي شبابنا في هذه المرحلة وهي السفر إلي البلاد الأوروبية، وإذا سافر كل الشباب من سيبني هذا البلد؟ من سيقدم لها العون؟ عندما يحتاج إليك وهذا ما قدمه ديبو في الحلقات فبعد أحلامه الكبيرة بالسفر وسافر بالفعل لإحدي الدول الأوروبية وجد ان دول أوروبا تتآمر علي مصر لاغراقها في الجهل والفساد والفقر فقرر العودة ليعيش فيها ويكافح من أجلها. ولكن نماذج شخصية ديبو لا توجد إلا في المناطق الشعبية فهي له مصطلحاتها وحياتها الخاصة وكيف اخترقت هذه الحياة؟ - أولا أنا من الوراق وهو حي شعبي وهذه النماذج ليست بغريبة عليّ فأنا أعيش وأتعايش معها أشعر بهم ويشعرون بي، فهؤلاء الشباب لا يرغبون سوي في العمل الشريف والحصول علي حياة كريمة ولذلك لاقت الثورة دعما شعبيا علي أمل أن تتحسن الحياة. وهل للمجتمع دور في صناعة البلطجي؟ - المجتمع هو المسئول الأول عن صنع البلطجي، فعند قيام الثورة، وصلت الروح المعنوية في الأيام الأولي بعد الثورة إلي عنان السماء حتي ان كل الشعب المصري تحول إلي شعب متحضر يحترم اشارات المرور ينظف شوارعه وحتي أصبحت لا تسمع الألفاظ السيئة وكانت هناك حملات توعية في منتهي الرقي، ولكن عندما لم تهتم الدولة بهذه الروح ولم تعمل علي الاعتناء بها وتفرغت للحياة السياسية فقد فقدت هذه الروح وطغي علي السطح القلة السيئة وانتشروا في المجتمع لينشروا فوضاهم وعبثهم، ومن هنا تبدأ صناعة البلطجي، الذي يجد حالة من الفوضي ثم فسادا ثم جوعا ثم غياب قانون وأمن، وهذا ما قدمناه في طرف ثالث. المجتمع المصري يشهد العديد من التغيرات الاجتماعية هل طرف ثالث يعكس هذه التغيرات؟ - الفن دوما هو مرآة المجتمع وما يحدث فيه من تغيرات وطرف ثالث بالفعل يعكس ما في المجتمع المصري الآن دون نفاق، فدائما الفوضي تعقب أي ثورة ومن يستفيد من الفوضي هو البلطجي، وبما ان المجتمع المصري الآن في حالة فوضي فهذا جو يعيش ويترعرع فيه كل الآفات التي تتغذي علي دماء المواطنين. أخذ علي المسلسل ان بعض الألفاظ المتدنية جاءت ضمن سياقه الدرامية؟ - التدني في الألفاظ وبعض السوقية في الكلمات لم نأت بها من الصين أو من دولة أخري فهذا هو المجتمع المصري وهذا واقعه والحقيقة أننا حاولنا تجميل هذا الواقع كثيرا حتي خرج بهذه الصورة التي نراها علي الشاشة وأنا لا أري أي عيب في تقديم الواقع المجتمعي الذي نعيش فيه. بعد نجاح »طرف ثالث« ألا تري ان أعمال الشباب هي القادمة الفترة المقبلة؟ - المشاهد يتابع ويهتم بالأعمال التي تتكلم عنه والتي يمكن أن يصدقها ويبتعد عن شطحات المؤلفين الذين يهربون من الواقع وهذا ما حدث العام الماضي مع مسلسل »المواطن اكس« الذي لاقي نجاحا كبيرا وهذا العام دخل مسلسل »طرف ثالث« السباق الرمضاني وهو في جعبته المشاهدين الذين تابعوا العام الماضي »المواطن اكس« ولكن الحمد لله ارتفعت نسبة المشاهدة حتي أصبح تصنيف العمل من أوائل الأعمال الرمضانية رغم وجود عدد كبير من النجوم.