على طريقة «المواطن x» نجح مسلسل «طرف ثالث» فى جذب المشاهدين منذ الحلقات الأولى معتمدا على سيناريو محكم وأداء مقنع للممثلين، وصورة واقعية لحارة شعبية.. ورغم هذا العدد الهائل من المسلسلات لكن بقى ل«طرف ثالث» مكان على خريطة المشاهدين الذين تابعوا أحداثه التى تلامس ثورة 25 يناير من بعيد حينا ومن قريب أحيانا، وفى الحالتين يبقى السؤال عمن هو «الطرف الثالث» الذى يتحدث عنه العمل؟. شخصية الجنرال التى ظهرت فى الأحداث كمحرك من خلف الستار اعتبرها البعض الطرف الثالث، وعن هذا التفسير يقول الفنان محمود عبدالمغنى، أحد أبطال العمل: الجنرال هو شكل من أشكال اللهو الخفى التى دائما يطلق عليه البعض اسم الطرف الثالث فهو رمز للأشخاص الذين يحركون الناس كالعرائس ويتحكمون فيهم بأى شكل ومازالوا موجودين بيننا ولكننا فى العمل نتمرد على اللهو الخفى وهى رسالة موجهة للشباب والناس بشكل عام بعدم الاستسلام للطرف الثالث للتحكم فى حياتنا وأن نحاربه ونعمل على بناء مصر التى يحاول تدميرها.
فهناك حلول تظهر مع توالى الأحداث لكل هذه الأزمات التى عانينا منها فالعمل واقعى جدا.
ديبو وميمى ويوسف.. هل هم بلطجية أم أولاد بلد؟
الظروف الصعبة التى نشأوا فيها خلقت منهم نماذج كثيرة فهم ليسوا بلطجية بالمعنى المفهوم والدليل أنهم يقفون بجوار المقهور عندما يحتاج للمساعدة وظهر ذلك من خلال أزمه البوتاجاز عندما تم سحبها من السوق لبيعها بسعر أعلى فى استغلال لحاجة الناس تجدهم وقفوا بجانب الفقراء وسرقوا الاسطوانات لبيعها بسعرها الحقيقى.
كيف رسمت ملامح شخصية ديبو؟
شخصية دياب الشهير بديبو صعبة للغاية.. فقد طلبت من القائمين على العمل أن يظهر ديبو فى مظهر مناسب من خلال ملبسه.. اهتممت بشكله ورفضت أن يظهر بمظهر الشاب الفقير المتشرد الممزق الملابس كما ظهر فى أعمال أخرى بجانب أننى ذهبت للشارع والحوارى وجلست مع العديد من النماذج كى أتقمص الشخصية وهو ما ظهر بمصداقية على الشاشة، فهو شاب يعيش طوال حياته فى صراعات مع نفسه لتحقيق أحلامه وأولها السفر للخارج بعد أن وجد انعداما لفرص النجاح فى بلاده فى مجال تخصصه وتعرض للقهر فى بلاده.. فهو خريج كلية التجارة ولم يحصل على وظيفة فهو يمثل الشباب الباحث عن حلم السفر وعدم انتمائه للوطن وهنا أريد توجيه سؤال للمسؤلين إلى متى ستظل دائما بلدنا خيرها لغيرها وليس لأولادها؟.
المسلسل يتناول الاضطراب الذى حدث فى حياة المصريين منذ الثورة.. لكن بالنسبة لشخصيتك فالتركيز كان على الجانب العاطفى؟
بالفعل ديبو ليس مستقرا فى حياته العاطفيه ففى بداية عمله يشعر بالراحة مع أمينة ومفهوم الحرية بالنسبة له يتمثل فى حلم الخروج من الحارة أكثر من علاقته بجيهان بنت منطقته وجارته التى يشعر أن حبه لها نابع من العشرة فقط بجانب أنه لا يستطيع أن يفتح بيتا لظروفه المادية ومن هنا يحدث صراع داخلى به.
ما هى نقطة التحول فى شخصية دياب فى المسلسل؟
عندما يحصل على فرصة للسفر يتمسك بها حتى يكتشف أن بلده أولى به ويحتاج للكفاح وبذل مجهود للحفاظ عليها خصوصا عندما يكتشف أن الغرب لا يريدون أن تنهض مصر والكره الذى يراه بداخلهم تجاه البلد وأهدافهم بتدمير الشباب والبلد باسم الحرية والديمقراطية المزيفة والتى هى فى الأساس فوضى يريدون أن تستمر فى بلدنا وتدميرها.
ما هو أصعب مشهد واجهته؟
مشهد الحصان الذى أجبرت على قتله من قبل الجنرال وهو يثبت أننا مجبرون على عمل أشياء غير راضين عنها بسبب الاحتياج والحوجة التى تدفع الانسان للطريق الخطأ طالما أنه سيجنى من ورائها بالمال ولكن الحقيقة عكس ذلك.
ولماذا يرى البعض نبرة تشاؤم فى العمل؟
طرف ثالث مسلسل واقعى ولذلك انجذب إليه الجمهور وليس به تشاؤم فهو عمل يناقش الحال الذى عشناه ولانزال نعيشه حتى الآن ويعبر عما بداخل كل بيت مصرى من مشاكل وأزمات.
بداية العمل أشار لواقعة السطو على الفنانة بسمة وعمرو حمزاوى.. ألا تجد أن فى ذلك انتهاكا لخصوصيتهما؟
لم نقصد هذه الواقعة على الإطلاق.. ولكننا رصدنا أمرا واقعا حدث بعد الثورة مع العديد من الشخصيات السياسية والعامة وهو انتشار البلطجة بصورة مخيفة لم نكن نعتاد عليها فى ظل الانفلات الأمنى الذى حدث.
ما هو الفارق بين دورك فى «المواطن X» ودورك فى «طرف ثالث»؟
فارق كبير فدور طارق الدميرى العام الماضى كان المعادل الموضوعى لوائل غنيم.. أما هنا فأنا أمثل المطحونين من جيل الشباب الذى شارك فى أعمال الطرف الثالث قبل أن ينتبه للحقيقة.