قبل أن تنتهي العملية " نسر" التي تقوم بها القوات العسكرية المصرية في سيناء لتطهير البؤر الإرهابية سارعت إسرائيل بطلب عودة القوات إلي مواقعها وهي في هذا تطلب المستحيل .. فلم تنته العملية بعد ولم يتم تطهير سيناء بالكامل من الإرهابيين الذين يسعون لتحويل سيناء إلي إمارة منفصلة عن مصر .. وإذا كانت اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها الرئيس السادات مع مناحم بيجين قد أهدرت كثيرا من الحقوق المصرية وأوصلت سيناء إلي منطقة جرداء لا زرع فيها ولا ماء فإن تعديل الاتفاقية أصبح مطلبا شعبيا ملحا فلا يعقل بأي منطق أن تهمل سيناء بفعل فاعل وسوف يحاسبنا الله علي تقصيرنا وإهمالنا .. ومهما كانت مبررات السادات في ذلك الوقت لإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل فإنه وللحقيقة كان يدير المفاوضات بمنطق " العمدة" أو صاحب البلد ولعلنا نتذكر استقالة 3 وزراء خارجية احتجاجا علي بنود هذه الاتفاقية الظالمة ! لقد أتاحت لي الظروف أن أقطع سيناء من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلي غربها وكان الحزن لا يفارقني فعلي مدي البصر لا أشاهد أحدا علي الطريق فشمال سيناء بعاصمته العريش يعاني من الفقر وجنوب سيناء عبارة عن متنزهات ومناطق للغوص يرتادها الإسرائيليون وبعض من الروس أما المصريون فلا وجود لهم الا كعمالة لخدمة هؤلاء ! قضيت أياما في منتجع بالجنوب لم أشاهد خلالها سوي السياح القادمين من إسرائيل عبر طابا فهم يتمتعون بمياهنا ورمالنا بأقل التكاليف .. سيناء خالية تماما .. لا تنمية ولا يحزنون وكلما تجلس لأحد أبناء سيناء فلن يخرج الحديث عن الإهمال المتعمد لأهلها والاتهامات الظالمة لهم بالعمالة إلي أخر قاموس التخوين والملاحقات الأمنية المستمرة لهم .. كان نظام المخلوع يحكم سيناء بالحديد والنار والنتيجة ما نراه اليوم من تعاظم الإرهاب فيها .لم تعمر ولم يقم فيها أي مشروعات صناعية أو زراعية والحديث عن أرض الفيروز في الصحف والكتب فقط .. وجاءت اتفاقية كامب ديفيد لتمنع مصر من إدخال قواتها المسلحة إلي سيناء الا من أسلحة خفيفة وكأنها صنعت خصيصا لحماية إسرائيل خاصة المنطقة ( ج) وحسب الاتفاقية، فإنه من غير المسموح لمصر نشر قوات عسكرية في تلك المنطقة، حيث تتركز في تلك المنطقة قوات شرطة، وقوات أمم متحدة فقط، علي أن تكون الشرطة المدنية المصرية مسلحة بأسلحة خفيفة لأداء المهام العادية للشرطة داخل هذه المنطقة التي تعتبر أبرز مناطق الفراغ العسكري في سيناء، رغم أنها تضم أقل من ربع مساحة شبه الجزيرة بقليل، وكامل خط الحدود بين مصر وفلسطين المحتلة". ولهذا حديث أخر في مقال قادم بإذن الله .