[email protected] من المصادفات ذات المعني ان يأتي احتفالنا بانتصارات اكتوبر هذا العام والازهر والكنيسة يتصديان للفتنة الطائفية مؤكدين علي الوحدة الوطنية بين المصريين برسالة مهمة للشارع المصري ليذكر من يتناسون ان وحدتنا الوطنية ليست شعارا نرفعه ولكنها حقيقة تعرفها رمال سيناء التي اختلطت عليها دماء المصريين مسلمين ومسيحيين كان ولاؤهم دائما لهذه الارض بصرف النظر عن الدين او الملة ولم يكن تلاحم ابناء مصر وليد العصر الحديث فقط في الحروب مع اسرائيل او حتي ثورة 9191 التي يحلو لنا العودة اليها دائما، وانما كان التلاحم علي مر التاريخ حيث قاوم ابناء مصر الغزاة الاوربيين المتخفين تحت الصليب في العصور الوسطي. ومع ذلك فإن بعض اللاعبين بالنار لايدركون هذه الحقائق او يتجاهلونها ليتخذوا من حادث او موقف فردي حجة لاثارة الفتنة واستعداء القوي الخارجية علي بلادهم.. واثارة الاكاذيب حول اضطهاد الاقباط الذي لايحدث الا في احلامهم المريضة ومواقع الانترنت التي يتصورن انهم تحولوا بها الي زعماء لأقباط مصر وهم منهم براء. منذ ابريل عام 2891 اصبحت كل سيناء في حضن الوطن الام، لقد صمم الرئيس مبارك علي تلافي الاخطاء السابقة التي تركت سيناء خالية وشبه مهجورة.. وعبر سنوات العمل المنظم وتشجيع القطاع الخاص اصبحت سيناء من اكثر المناطق المصرية حيوية من خلال مشروعات التعدين والزراعة والسياحة التي جعلت منتجعاتها السياحية علي كل لسان في العالم واصبحت منطقة جذب للسياحة الاوربية تنافس المنتجعات التقليدية لهذه السياحة في اسبانيا وامريكا اللاتينية. لم يكن تحقيق ذلك ممكنا الا بعد انفاق عشرات المليارات علي البنية الاساسية والخدمات فهناك آلاف الكيلو مترات من الطرق الحديثة تمثل شبكة متكاملة تربط سيناء ببعضها البعض والمدن المصرية الاخري بالاضافة الي ربطها بشبكات الطرق بالدول العربية الشقيقة في الشرق. ثم كان المشروع العملاق الذي استهدف تذويب المانع المائي المتمثل في قناة السويس بكوبري السلام العملاق الذي يربط سيناءبالوادي وهناك ايضا المطارات الحديثة وشبكة كهرباء عملاقة تغطي كل سيناء وتجعل منها معبرا لربط الكهرباء مع الدول العربية في المغرب والمشرق العربي وتمثل هذه الشبكة قاعدة وعبورا جديدا لإرساء اساس السوق العربية المشتركة التي نحلم بتحقيقها بخطوات اسرع كما تم توصيل مياه النيل لاول مرة في تاريخ سيناء وشق ترعة السلام التي تنقل مياه النيل لجميع الاستخدامات والزراعة وهي اهم اضافة لشبكة الري المصرية خلال سنوات طويلة. واذا كان كل هذا قد تحقق علي ارض سيناء، واذا كان الاقبال السياحي علي منتجعاتها يسعدنا جميعا فلابد ان نتساءل ايضا ونحن نحتفل باعياد اكتوبر هل وصلنا بمعدل الكثافة السكانية في سيناء الي الحد الذي كنا نأمله ام لاتزال امامنا خطوات يجب ان نقطعها وعقبات يجب ان نذللها لكي تتنوع انشطة سيناء الي جانب السياحة ولكي تستقر بها العمالة حتي تحقق دورها المطلوب في الاقتصاد الوطني وحتي يتحقق لها الامان الاستراتيجي بالكثافة السكانية الكبيرة وتخفيف الكثافة السكانية في الوادي المختنق. سيناء حباها الله بخصائص ومميزات كثيرة من هنا يجب علي الدولة ان تلتفت لتنمية هذه الخصائص دون الابتكار والابداع في صناعات خارجة عن طبيعة المنطقة وعظمة المكان. فمن المعروف ان منطقة شمال سيناء هي من اخصب الاراضي واصلحها لزراعة الزيتون وكانت الحكومة قد وضعت خطة لزراعة 004 الف فدان من الزيتون بمشتملاتها من الصناعات التكميلية المرتبطة بها، فمن المعروف ان الزيتون السيناوي به أعلي نسبة تركيز في العالم ويفوق الاسباني والايطالي واليوناني لكن المطلوب الاهتمام به. فأين قدرات الدولة لتنمية هذا المشروع الذي لم يتم تنفيذه حتي الآن؟! بجانب هذا فإن منطقة شمال سيناء خصها الله بظروف مناخية لزراعة النباتات العطرية والطبية التي تخدم صناعات تكميلية سواء بالنسبة للتجفيف او لاستخراج الزيوت منها.. فأين دور الدولة من هذا المشروع ايضا؟ بالاضافة الي عملية الحفاظ علي زراعة النخيل لاسيما وان الكل يعلم ان مصر اكبر منتج للبلح في العالم ويمثل انتاج مصر من البلح 71٪ من انتاج العالم وهو يتطلب تطوير وتهجين وتسمين النوع ومن المؤسف ان وزارة الزراعة قد انشأت معهد لمكافحة التصحر لدراسة البيئة في شمال سيناء ولكنها وضعته جغرافيا في داخل زمام محافظة الاسماعيلية ثم جعلت قياداته واستثماراته من وزارة الزراعة في الدقي.. بالتالي انشيء المركز لكي يغلق، اين الابحاث التي يقوم بها هذا المركز وما هي الدراسات التي قام بها لدراسة الري وتحسين المنتج الزراعي ماذا قدم من مشروعات لتطوير الزراعات ودعم عملية استصلاح الاراضي، اين وزارة البحث العلمي من مشروعات تطوير البيئة والصناعات المتكاملة والمرتبطة بالزراعات البدوية والتي يختص بها اهالي سيناء.. اين وزارة الاستثمار من فرص ومزايا وحوافز للمستثمرين؟ فالمطلوب استثمار مساحات هائلة من الاراضي هي صحراء. هذا بالاضافة الي الثروات الطبيعية الموجودة في سيناء سواء الرمال التي تستخدم في صناعة الزجاج او جبال الرخام والصناعات الفوسفاتية فكل هذه موارد اذا التفتت لها لاصبحت سيناء مصدرا للدخل القومي وليست عبئا عليه، وايضا معروف ان بحيرة البردويل هي انقي بحيرة علي مستوي العالم، فماذا فعلت وزارتا الاستثمار والزراعة لتطوير هذه البحيرة التي تمثل اهم مزارع الاسماك في مصر والعالم!! المطلوب فرض قيود لضمان حسن الاستثمار وضمان استثمار حقيقي يتمشي مع قواعد الامن القومي المصري باعتبار ان سيناء لها خصوصية في التعامل.