صفاء نوار أنا لا أصدق هؤلاء المحللين الاسرائيليين فلديهم حسابات ماكرة، فقد وصف المحلل العسكري لصحيفة بديعوت احرونوت روني بن يشاي، عملية الجيش في سيناء بالانتقامية الهدف منها ارضاء الشعب المصري الغاضب، مشككا بجديتها وتحولها كنهج حقيقي يعالج "الإرهاب" واحباط نشاطاته، وفي نفس الأوقات عرضت الوزيرة الأمريكية كلينتون تقديم مساعدات لمصر لإقرار الأمن في سيناء، كما عرض بعدها الاتحاد الأوروبي نفس الاستعداد لتدويل الحل، لأني أعلم تماما ان العيب فينا وما الفوضي الأمنية الموجودة في سيناء إلا انعكاسا للفوضي الموجودة في شارعنا السياسي، وحالة التشتت والصراع التي إنتابتنا جميعا فقد تفرغنا للمشاجرات والنزاعات، والصراع علي السلطة مابين الاخوان والسلفيين والليبراليين، وتناسينا اننا مستهدفون وان حالة الفوضي التي نعيشها ينبغي ان يكون لها مكانها المحدود، ولا تصل الي المرابطين علي الحدود، ولندرك دائما أن العدو حولنا يتربص بنا ويتحين الفرصه خاصة في سيناء التي عانت ومازالت تعاني من العزلة والإهمال والتهميش، مما جعلها بأرضها الواسعة، وقيمتها الجغرافية والاقتصادية مطمعا للأعداء ومرتعا للجماعات الجهادية وجاءتها الفرصة علي طبق من ذهب عندما وافقنا عن فتح حدودنا دون قيد او شرط لأشقائنا في غزة لأنهم يستحقون طاقة أمل للخروج من الحصار المفروض عليهم، ورغم انني لست ضدهم ولكني ضد ان نستباح وان نفتح حدودنا علي البحري دون احتياطات ويقظة امنية قصوي واشتراطات لدخول اراضينا حتي لو كان الدافع انساني فالنتيجة ان دم ابنائنا أزهق في جريمة لا يجب ان تغتفر، اغتيلت فيها أحلامنا وشعار ثورتنا، فهل هناك مجال للحديث عن الحرية والكرامة الانسانية بعد أن قتلت يد الغدر أعز أبنائنا، وأعطت فرصة ليد خبيثة أخري تمتد الينا في ثياب الواعظينا ظاهرها تضميد الجراح وباطنها لاشعال الفتنة وفصل الأطراف عن الجسد الواحد؟