سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطوة وصفت بأنها مؤشر علي "تآكل النظام من الداخل" انشقاق رئيس الحكومة السورية واثنين من وزرائه
الجيش الحر يتولي تأمين رحلة المنشقين من دمشق إلي الأردن
انشق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب عن نظام الرئيس بشار الأسد أمس وسافر إلي الأردن وذلك قبل أن تعلن دمشق رسميا إقالته من منصبه، بينما ترددت أنباء عن انشقاق ثلاثة وزراء آخرين، في خطوة هي الأكثر أهمية علي الصعيد السياسي منذ اندلاع الثورة السورية في مارس عام 2011. وأعلن رئيس الوزراء السوري في بيان تلاه متحدث باسمه عبر قناة الجزيرة أمس انشقاقه عن النظام السوري الذي اتهمه بارتكاب "جرائم إبادة" بحق الشعب السوري، وانضمامه إلي الثورة. وأضاف المتحدث أن حجاب انشق وفق ترتيبات مع "الجيش السوري الحر" منذ أكثر من شهرين وأن عائلات من أقاربه وصلت "أماكن آمنة". وأرجع المتحدث أسباب انشقاق رئيس الوزراء إلي "الممارسات القمعية للنظام ضد أبناء شعبه"، معتبرا أن النظام سقط ويلجأ إلي الاعتماد علي العنف ظنا منه أن ذلك سيساعد في بقائه لافتا إلي أنه تم تهديد رئيس الوزراء بالقتل في حالة رفضه لمنصبه الذي تم تكليفه به منذ أكثر من شهرين. وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إقالة حجاب وتعيين عمر غلاونجي بتسيير أعمال الحكومة مؤقتا. وصرح مصدر أردني رسمي بأن حجاب وصل إلي الأردن مع أسرته. وقال متحدث باسم المعارضة إن الجيش السوري حر قام بتأمين رحلة حجاب من دمشق إلي الأردن. في غضون ذلك قال المجلس الوطني السوري إن وزيرين انشقا إلي جانب رئيس الوزراء وثلاثة من ضباط الجيش برتبة عميد. من جانبه أكد رئيس المجلس الوطني المعارض عبدالباسط سيدا أن انشقاق رئيس الوزراء هو مؤشر علي "تآكل النظام من الداخل"، مؤكدا علي أنها "بداية النهاية". وقال وزير الخارجية الألماني إن انشقاق حجاب يشير إلي "التآكل" السريع لنظام الأسد. في غضون ذلك انفجرت عبوة ناسفة أمس في مبني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري في دمشق مما أدي إلي وقوع إصابات. وأفادت مصادر صحفية أن هجوما بالمتفجرات استهدف مكاتب الإدارة العامة في الطابق الثالث من المبني الذي يقع في ساحة الأمويين في قلب العاصمة السورية، موضحا أن هناك بعض الجرحي لكن دون وقوع قتلي. ومن جانبها شددت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون علي أنها ستستمر في العمل. ميدانيا، تواصلت أمس عمليات القصف والاشتباكات في مدينة حلب شمال سوريا والتي حصدت عشرة قتلي، مما يرفع عدد ضحايا العنف في سوريا أمس إلي 30 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد في بيان إلي عشرة مواطنين في مدينة حلب هم قائد كتيبة معارضة "سقط خلال اشتباكات مع القوات النظامية في حي صلاح الدين"، بالإضافة إلي خمسة مدنيين جراء القصف علي مبني القصر العدلي وحيي الشعار والمرجة. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض في بيان القوات النظامية بارتكاب "مجزرة" بحق نحو 40 من سكان بلدة "حربنفسه" في ريف حماه وسط البلاد، معتبرا أنها تأتي في إطار "سياسة تهجير طائفي" واضحة. ولفت البيان إلي أن قوات النظام "قامت بقصف البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 8 آلاف نسمة بالدبابات والأسلحة الثقيلة طوال خمس ساعات متواصلة"، قبل أن تقوم هذه القوات "باقتحام البلدة ما أدي إلي إصابة أعداد كبيرة من المدنيين أحصي منهم حتي اللحظة أكثر من 40 قتيلا و120 جريحا كثير منهم في حالة خطرة". وأدان المجلس "هذه المذبحة الوحشية"، مؤكدا أنها "تأتي في إطار سياسة تهجير طائفي واضحة المعالم". من جهة أخري أكدت المتحدثة باسم "المجلس الوطني السوري" في باريس بسمة قضماني أن "قطر والسعودية وليبيا تزود المسلحين في سوريا بالأسلحة"، معتبرة أن "انتظار الحل عسكري أمر "كارثي". علي جانب آخر، أوقفت شركة الخطوط الجوية الروسية "آيروفلوت" رحلاتها إلي سوريا اعتبارا من أمس بسبب ما قالت إنه انخفاض عدد المسافرين، بينما تشير مصادر في الشركة إلي أن هذه الخطوة تأتي بعد أن أوصت وزارة الخارجية الروسية المواطنين الروس بالامتناع عن زيارة سوريا بسبب استمرار الأعمال القتالية في عدد من مناطق البلاد.