تواصلت المعارك الاحد في مدينة حلب مع تزايد الكلام عن استعداد القوات النظامية لشن هجوم واسع عليها، وتدخل الطيران الحربي وقصف حي صلاح الدين الذي يتحصن فيه المقاتلون المعارضون، فيما سجل مقتل 79 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس ان "القوات النظامية قصفت الاحد بطائرة حربية حيي صلاح الدين والصاخور"، مشيرا الى ان "الحي شهد محاولة اقتحام حوالى الساعة التاسعة (السادسة ت غ) صباح الاحد لكن الثوار تمكنوا من صدها".
وافاد المرصد في بيان ان "اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف".
من جهته، افاد الناشط الاعلامي محمد الحسن من حي صلاح الدين فرانس برس ان "طيرانا حربيا ومروحيا قصف حي صلاح الدين الاحد" لافتا الى ان الحي "شبه خال من السكان"، مضيفا ان "اكوام النفايات تملأ الطرقات والكهرباء مقطوعة بالكامل وكذلك الخطوط الهاتفية الارضية والخلوية".
وفي مدينة حلب كذلك، اشار المرصد الى "اشتباكات عنيفة" دارت صباح الاحد بين مقاتلي المعارضة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي.
واضاف ان "منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية" حيث كانت تسمع اصوات انفجارات في احياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون.
في المقابل افاد مصدر امني سوري رفيع وكالة فرانس برس ان الجيش السوري النظامي "بات جاهزا بانتظار الاوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على احياء المدينة المتمردة"، موضحا "ان "كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة".
وقال المصدر "يبدو ان هذه الحرب ستكون طويلة"، عازيا ذلك الى ان الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة "سيشهد حرب شوارع من اجل القضاء على الارهابيين" في اشارة الى مقاتلي المعارضة.
وفي مدينة حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام حي الخالدية، بحسب المرصد.
ولفت عبد الرحمن الى ان "عناصر من الشبيحة شاركوا في محاولة اقتحام الخالدية الى جانب القوات النظامية لكن من دون تحقيق اي تقدم"، معتبرا ان الهجوم على حمص "يأتي في سياق رفع معنويات جيش النظام وجمهور النظام للايحاء بان الجيش ما يزال قويا ومتماسكا وقادرا على الهجوم في كل الاماكن دفعة واحدة".
وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف من قبل القوات النظامية حيث "سقطت أكثر من 60 قذيفة على المدينة بمعدل اربع الى خمس قذائف في الدقيقة".
وفي ريف دمشق ايضا اشار المرصد الى قصف زملكا، بالاضافة الى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا ترافق مع قصف اسفر عن تهدم في سبعة منازل.
وفي دمشق، اشار المرصد الى ان القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون صباح الاحد.
واضاف ان منطقة ركن الدين شهدت نشر القوات النظامية حواجز اسمنتية، وذلك بعد الاشتباكات التي دارت السبت في احياء ركن الدين والصالحية والمهاجرين.
وفي حماة (وسط)، تعرضت بلدة حربنفسه للقصف من قبل القوات النظامية.
وحصدت اعمال العنف في سوريا الاحد 79 قتيلا هم 42 مدنيا نصفهم تقريبا في ادلب وريف دمشق، وثمانية من المقاتلين المعارضين، و29 من القوات النظامية، بحسب المرصد.
ويضاف الى هؤلاء 23 شخصا توفوا الاحد متأثرين بجروح اصيبوا بها سابقا او تم العثور على جثثهم الاحد من دون ان يعرف متى وكيف قتلوا. ومن بين هؤلاء "15 مواطنا استشهدوا في مدينة عربين متأثرين بجراح اصيبوا بها يوم امس (السبت) خلال العملية العسكرية التي شنتها القوات النظامية في هذه البلدة الواقعة في ريف دمشق، بحسب المرصد.
وعلى صعيد المواقف الدولية استبعد وزير الدفاع الالماني توماس دي ميزيير مرة اخرى الاحد احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال ان فشل الجهود الدبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب ان لا يؤدي الى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري.
وفي ليلونغوي عاصمة ملاوي اعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان الوزيرة هيلاري كلينتون ستتوجه السبت المقبل الى تركيا للبحث في الازمة السورية.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية واثرية في حلب، معتبرا ان ما تقوم به هذه القوات يشبه "تصرف المحتلين والغزاة".
واعلن المجلس اكبر فصائل المعارضة السورية في الخارج، في بيان ان "عصابات النظام السوري بدأت باستهداف المؤسسات والمباني الحكومية التي بنيت بعرق ودم السوريين (...)" وبعض هذه المباني "يحمل قيمة تاريخية واثرية مثل مبنى مديرية الاوقاف".
من جهة اخرى، طلبت ايران من تركيا وقطر اللتين تدعمان التمرد في سوريا، التدخل للافراج عن 48 من زوارها خطفوا السبت بينما كانوا متوجهين الى مطار دمشق، كما ذكر القنصل الايراني مجيد كامجو.
وقد عرضت قناة العربية الاحد شريطا مصورا يظهر هؤلاء الايرانيين في قبضة الجيش السوري الحر الذي اكد ان الرهائن "شبيحة" وبينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني.
وقال احد ضباط الجيش الحر في الشريط ان "كتيبة" من القوات المنشقة "قامت بالقبض على 48 من شبيحة ايران" كانوا في مهمة "استطلاع ميدانية" في دمشق. واضاف "اثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط ايرانيين عاملين في الحرس الثوري الايراني".
وقال موقع القناة العامة للتلفزيون الايراني ان "وزير الخارجية علي اكبر صالحي طلب خلال محادثات هاتفية مع (نظيره التركي) احمد داود اوغلو تدخل تركيا فورا للافراج عن زوار ايرانيين اخذوا رهينة في سوريا".
واضافت ان صالحي اتصل ايضا مساء السبت بوزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني طالبا مساعدة قطر.
الا ان مسؤولا في المعارضة السورية اتهم الاحد جماعة "جند الله" الدينية السنية المتطرفة بخطف الايرانيين، مؤكدا ان هؤلاء "حجاج دينيون ولا ينتمون الى الحرس الثوري الايراني".
وفي بيروت اكد مروان عبد العال المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا معظمهم من مخيم اليرموك الدمشقي، دخلوا الاراضي اللبنانية هربا من القصف وتوزعوا على عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ونقلت وكالة انباء الاناضول التركية ان محمد احمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي اصبح اول رائد فضاء سوري، فر الى تركيا الاحد بعد ان اعلن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الاسد.
ومن لندن اكد المصور البريطاني جون كانتلي انه احتجز في معسكر جهادي في سوريا لمدة اسبوع مع زميل له هولندي، موضحا ان قسما من خاطفيه وفدوا من بريطانيا.
وكتب كانتلي في صحيفة صنداي تايمز ان المعسكر الجهادي الذي كانا فيه "خلا من اي سوري وكانوا من باكستان وبنغلادش وبريطانيا والشيشان".
وتواصلت الانشقاقات في صفوف القوات النظامية. فقد اعلن العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل الاحد انشقاق رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق العقيد يعرب محمد الشرع وهو ابن عم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.
وقال العقيد سعد الدين في اتصال مع فرانس برس ان "العقيد يعرب محمد الشرع رئيس فرع المعلومات بالامن السياسي في دمشق وشقيقه الملازم اول كنان محمد الشرع من الفرع نفسه انشقا وانتقلا الى الاردن".
كما اوضح الضابط في الجيش السوري الحر ان العقيد ياسر الحاج علي من الفرع نفسه انشق وانتقل ايضا الى الاردن.
وتوالت خلال الفترة الاخيرة الانشقاقات داخل الجيش السوري وابرزها انشقاق العميد مناف طلاس نجل وزير الدفاع السوري الاسبق مصطفى طلاس الذي خدم لفترة طويلة في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي. وهو اهم الضباط السوريين الذين انشقوا منذ بدء حركة الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار/مارس 2011.