أكد الفنان محمد رياض بأن اتحاد الاذاعة والتليفزيون أنتج عملا دينيا من قبيل الواجب فقط وأنهم لا يدركون قيمة الامام الغزالي ولذلك لم يعطوه الاهتمام الكافي في الدعاية ولا حتي في موعد العرض المناسب، وقال رياض إن الامام الغزالي رغم الامكانيات الإنتاجية الضعيفة الا انه تفوق علي مسلسل »عمر« وتحدث الينا بصراحة في هذا الحوار: كيف استعد محمد رياض للامام الغزالي؟ في البداية كنت أرغب منذ فترة كبيرة ان اقدم عملا دينيا. وعندما عرض علي »الامام الغزالي« لم اتردد لحظة واحدة في الموافقة بعدها بدأت مباشرة في التحضير للشخصية من خلال كتب السيرة لهذا الامام الجليل وايضا اهم مؤلفاته وساعدني في ذلك المؤلف محمد السيد عبيد بالنص الرائع الذي كتب به المسلسل فقد رأي المؤلف ان تكون اللغة بسيطة أقرب للعامية حتي يستطيع الجميع فهمها. وأضاف هناك اشياء كثيرة أثرت في شخصية الامام الغزالي منها ابواه وهو في سن الطفولة، وايضا دخوله هو وأخه الي الملجأ. وهذا ما ولد بداخله الطموح والتحدي فدائما ما اراد ان يكون متميزا ومثقفا لعمله فقد الف حوالي 006 كتاب وكان اشهرها إحياء علوم الدين، حتي قيل من لم يقرأ إلا حياء للغزالي فليس من الأحياء. لماذا الندرة في انتاج الأعمال الدينية؟ انتاج الأعمال الدينية لها أبعاد كثيرة، فالقطاع الخاص لا يستطيع تحمل التكلفة فهذه الاعمال تحتاج الي ميزانيات ضخمة، اما الانتاج الحكومي التابع للدولة فهو المسئول الأول عن انتاج هذه الاعمال لما لها من دور تنويري وتثقيفي وتربوي للمشاهدين ولو تم الاهتمام بعض الشيء وترجمة هذه الأعمال الي لغات أخري ستغزو الاعمال الدينية الكثير من الدول الافريقية والاسلامية وتحقق ارباحا طائلة سواء مادية أو دينية لخدمة الدين الاسلامي، ولكن ما يتم الآن هو انتاج عمل ديني من أجل أداء الواجب وليس اكثر!! هل نال مسلسل الغزالي ما يستحقه عن دعاية ومواعيد عرض جيدة؟ لقد ظلم الامام الغزالي أولا قبل ان يظم المسلسل فالعمل يعرض علي الفضائية المصرية 00.4 فجرا وعلي القناة الاولي 51.2 ظهرا وعلي القناة الاولي 03.5 عصرا وهو الميعاد الوحيد الذي يعتبر جيدا أما باقي المواعيد فهي سيئة جدا. وهذا ما يؤكد علي ان الجهات المعنية بوضع خرائط عرض الاعمال علي شاشة التليفزيون المصري تتعامل مع المسلسل بعدم مهنية، وعدم اهتمام فهم لا يدركون قيمة أبو حامد الغزالي كعالم اسلامي كبير جدا، وهنا اريد ان أوجه لهم رسالة ان المسلسل الديني مازال له جمهوره الذي يحرص علي متابعته كما ان الامام الغزالي هو المسلسل الوحيد المصري علي شاشة التليفزيون المصري وكل الأعمال الأخري تعرض اكثر من مرة في قنوات اخري فكان من الواجب مراعاة ذلك. أما عن الدعاية فلم يأخذ المسلسل حقه من الدعاية سواء المسموعة أو المقروءة فلم يتم عرض تنويهات علي شاشة التليفزيون عن عرض المسلسل كما لم تنشر أي اعلانات في اي جريدة تشير الي عرض المسلسل ومواقيت عرضه، حتي اضطررت الي انشاء صفحة علي الفيس بوك للمسلسل واتابع يوميا تحميل الملفات أولا بأول، وأصبحت الصفحة بها تفاعل كبير جدا مع الجمهور، ورغم كل هذه الصعاب الا ان المسلسل من اكثر الاعمال مشاهدة بناء علي التقارير التي تخرج من جهات عدة. بعد صعود التيار الاسلامي للحكم هل ستكون هناك قيود علي الفن؟ لا اعتقد ذلك فالتيار الاسلامي لن يؤثر علي الفن، فالفن قادر علي حماية نفسه وتعديل مساره دون التدخل من احد، فالاعمال الجيدة ستظل باقية بقيمتها، اما الاعمال السيئة فسوف يلفظها الجمهور. ولكن كثير من الاعمال الدرامية جاء ضمن سياقها الفني كلمات وألفاظ سوقية وجارحة للمشاهدين فهل هذا يعكس ما وصل اليه المجتمع المصري؟ المجتمع به اكثر بكثير من الذي يعرض علي الشاشة ولكن ارفض ان يقدم هذا علي الشاشة فأنا ضد نقل الواقع بمسطرة الي الدراما، حفاظا علي المشاهدين ومراعاة لمشاعرهم. الامام الغزالي في منافسة مع المسلسل الخليجي »عمر« فهل تري ان المقارنة ظالمة؟ من الناحية المادية أو الانتاجية بالفعل المقارنة ظالمة فقد تم انتاج مسلسل الامام الغزالي بمبلغ 22 مليون جنيه فيما قيل ان مسلسل »عمر« تم انفاق ما يقرب من 05 مليون دولار علي انتاجه، اما من الناحية الفنية فأنا أعتقد ان الامام الغزالي يتفوق كاداء الممثلين في الامام الغزالي كان رائعا بشهادة الجميع من نقاد وكتاب ومشاهدين، فيما كتب ان أسوأ ما في مسلسل »عمر« هو أداء الفنان الذي قدم دور عمر بن الخطاب، ايضا مسلسل الامام الغزالي قدم القيمة المرجوه منه وأثر بشكل كبير في المشاهدين.