محمد عبدالحافظ ولد سيدنا إبراهيم خليل الله بعد ما يقرب من 0021 سنة من طوفان نوح.. ومنذ ان بدأ يدرك ما يجري حوله، كان يؤمن بفطرته أن هناك إلهاً واحدا، وكان يعيش وسط قوم يعبدون الكواكب والنجوم، والاصنام، ويصف لنا الله كيف كان يفكر سيدنا إبراهيم، (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَي كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِين* فَلَمَّا رَأَي القَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَي الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ* إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ). ثم دخل في جدال ومناظرة من يعبدون الأصنام، وقال لهم كيف تعبدون مالا يسمعون دعاءكم، ولا ينفعونكم ولا يضرون.. وكان ردهم هذا ما وجدنا عليه آباءنا! وعزم علي تحطيم الأصنام، وخرج وحطمهم جميعا، وترك واحدا.. وعندما شاهد قومه ما جري للأصنام، سألوه: هل انت فعلت ذلك؟ قال: بل فعلها كبيرهم الذي لم يتحطم فاسألوه.. فردوا عليه: انت تعلم انهم لا ينطقون.. فقال لهم فكيف تعبدون مالا ينفع ولا يضر ولا يحمي نفسه. فلما نفدت حجتهم، قرروا قتل إبراهيم حرقا، واعدوا له بنيانا كبيرا من الحطب، واشعلوا فيه النيران، والقوا فيها إبراهيم.. ولم يتوسل لهم، ولم يحد عن إيمانه، وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل. وكان أمر الله أسرع (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَي إِبْرَاهِيمَ). وخرج إبراهيم من النار سالما لم يمسسه سوء بإذن الله.