غدًا.. أول أيام تطبيق قرار زيادة سعر رغيف العيش (هتدفع كام في الحصة التموينية؟)    وزير الدفاع الألمانى: زودنا أوكرانيا بربع منظومات "باتريوت" الموجودة لدينا    بعد حكم المحكمة.. هل يتم منع حسين الشحات من ممارسة كرة القدم 5 سنوات؟    وزير التعليم لبعض طلاب الثانوية: لا تراهن على التأخير.. هنفتشك يعني هنفتشك    الأوقاف تفتتح 10 مساجد.. اليوم الجمعة    رئيس النواب الأمريكي: الحكم بإدانة ترامب سياسي ولا علاقة له بالقانون    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي لمنزل عائلة "الصوص" بمخيم البريج إلى 7 شهداء    الحكومة: الدولة ستظل تدعم محدودي الدخل    محمد شحاتة يفجرها: عبدالله السعيد تجاهل رسائلي    صلاح يكشف التشكيل المثالي لمنتخب مصر أمام بوركينا فاسو    لماذا بكى محمد شحاتة على الهواء.. أبوه السبب    مزارع سمكية في الصحراء وتجمعات البدو يتماشى مع رؤية مصر 2030    نتيجة الشهادة الإعدادية.. اعرف نتيجتك بسرعة.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي بالإسماعيلية    الأرصاد: اليوم طقس حار نهارًا معتدل ليلًا على أغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 34    وزير التعليم لأولياء أمور طلاب الثانوية: ادعو لأبنائكم من البيت.. مش لازم تكونوا جنب اللجنة    عاجل - ماراثون الثانوية الأزهرية يبدأ غدا و156392 طالبا وطالبة يؤدون الامتحانات في 590 لجنة.. والثانوية العامة العامة تنطلق 10 يونيو و745086 طالبا يستعدون لتحقيق أحلامهم    خالد عبد الجليل ينعي والدة وزيرة الثقافة    شاهد.. الفيديو الأول ل تحضيرات ياسمين رئيس قبل زفافها    الأنامل الصغيرة بمكتبة مصر العامة على مسرح الهناجر ضمن فعاليات مهرجان الطبول    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشف هبة أحمد.. طريقة عمل «السينابون»    يورجن كلوب يكشف حقيقة اعتزاله التدريب عقب رحيله عن ليفربول    الداخلية تكشف حقيقة زيادة رسوم استخراج رخصة القيادة    أوكا يشعل حفل زفاف يوسف أسامة نبيه (صور)    قبل حلول عيد الأضحى.. ندوات في المنيا عن أهمية ذبح الأضاحي داخل المجزر    وسائل إعلام تابعة للحوثيين: قتيلان و10 جرحى في العدوان الأميركي البريطاني على محافظة الحديدة    عمر خيرت يهدي محبيه حفلاً موسيقياً مجانياً احتفالاً بمرور 40 عاماً على مسيرته    ملف رياضة مصراوي.. حكم ضد نجم الأهلي.. إيقاف لاعب بيراميدز.. وقائمة ريال مدريد    منتخب مصر يخوض ثاني تدريباته استعدادا لمواجهة بوركينا فاسو 6 يونيو    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 31 مايو في محافظات مصر    «مسار إجباري» يشعل حفل المتحف الكبير    الإفتاء توضح مرحلة انتهاء كفالة اليتيم    حج 2024| تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين.. الإفتاء تجيب    عيار 21 بعد الانخفاض الأخير.. سعر الذهب والسبائك اليوم الجمعة 31 مايو بالصاغة    بوليتيكو: بايدن وافق سراً على استخدام كييف للأسلحة الأمريكية    «الحرمان من الامتحان و7 سنين حبس».. وزير التعليم يحذر من الغش في الثانوية العامة    كيف يمكن للكواكب أن تساعدك على اختيار المسار المهني المناسب لك؟    انطلاق مهرجان روتردام للسينما العربية بحضور بشرى وهشام ماجد وباسل الخطيب.. تكريم دريد لحام.. المهرجان يوجه التحية للقضية الفلسطينية.. وروش عبد الفتاح مدير المهرجان: نبنى جسرا بين السينما العربية وهولندا.. صور    ضبط مصنع أعلاف بدون ترخيص بمركز القنطرة غرب بالإسماعيلية    رسميا.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 31 مايو بعد الانخفاض في البنوك    «ناتو» يرحب بالشركات العميقة مع الدول في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ    «الإفتاء» توضح فضائل الحج.. ثوابه كالجهاد في سبيل الله    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    رفسة حصان تتسبب في كسر جمجمة طفل في الدقهلية    شاهندة عبدالرحيم تهنئ الإعلامية آية عبدالرحمن بحصولها على الماجستير في الإعلام التربوي    بالصور.. إنهاء خصومة ثأرية بالمنيا بتقديم 2 مليون جنيه شرط جزائي    فردوس عبد الحميد : الفن ليس له علاقة بالإغراء أو الأعمال الشهوانية (فيديو)    في اليوم العالمي للتدخين.. لماذا ينجذب الشباب لأجهزة التبغ المسخن؟    لمدة تتخطى العام ونصف.. طريقة حفظ الثوم في الفريزر والثلاجة    الصحة والحيوية.. فوائد تناول زيت الزيتون «على الريق»    أخبار × 24 ساعة.. وزير التعليم: تطوير مناهج الثانوية العامة خلال عامين    وزير المالية: 60% تراجعا بإيرادات قناة السويس.. وعلينا مسئولية أمام الله والمواطن    حدث بالفن| حفل زفاف ياسمين رئيس وفنانة تنتقد منى زكي وبكاء نجمة بسبب والدها    إبسويتش تاون يربط مدرب سام مرسى بعقد جديد لمدة 4 مواسم    بعد جدل سرقة سيف تمثاله.. كيف ألهمت تجربة سيمون زعماء التحرر من الاستعمار؟    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين ب3 مسابقات للتوظيف    مديرية العمل بالمنيا تناقش اشتراطات السلامة والصحة المهنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلامية نهال كمال أول رئيس للتليفزيون بعد ثورة يناير :
إلغاء وزارة الإعلام الآن غير ممكن حسان والبرادعي بريئان من خروجي وتوبة عن الرجوع للمناصب
نشر في الأخبار يوم 25 - 07 - 2012


نهال كمال اثناء حوارها مع الأخبار
رغم موقعها المتميز دائما داخل أهم وسيلة اعلام مصرية، ورغم توليها رئاسة التليفزيون المصري ربما لعدة أشهر فقط، في أعظم لحظة تاريخية شهدتها مصر في العصر الحديث، ورغم اعتذارها عن هذا المنصب بعد هذه الأشهر الستة فقد حاولت كثيرا ومنذ فترة طويلة أن أجري مع نهال كمال رئيسة التليفزيون المصري والذي تولته في خضم احداث ثورتنا المباركة يوم 52 يناير، الا انها كثيرا ما كانت ترفض اجراء مثل هذا الحوار، وليس مع الأخبار فقط، بل ومع كل الصحف والمجلات حتي العربية منها، ونظرا لايماني بدورها الذي لعبته في هذه الفترة التاريخية الخصبة وما تحمله بداخلها من أسرار عن أصعب لحظات تاريخ اعلام هذا البلد. فقد عاودت المحاولة مرة ومرات إلي ان تصادف أن وافقت علي ذلك وانني اقنعتها بانها سوف تقول كلمتها للتاريخ، بل وسوف انشر ما ستدلي به من كلمات بدون تغيير أو حذف.. وبعد هذا القبول وحصولي علي هذه الموافقة التي خشيت ان تتغير، رحلت إليها فورا هناك حيث كانت في مدينة الاسماعيلية واتفقنا علي ان أسجل كل ما تقوله واكتبه بكل أمانة.. فكان كل هذا الحوار بتفاصيل أسئلته المختلفة وأجوبتها الأكثر صدقا..
نحتاج فورا إلي ثورة في القوانين واللوائح التي تحكم العمل الإعلامي
دعينا نبدأ هذا الحوار بتصحيح ما ذكر آنذاك من أنك قد استقلتي من منصبك كرئيس للتليفزيون المصري.. فما صحة ذلك.. وما هي الأسباب؟!
أريد ان أحدثك في هذه النقطة وأقول.. إنني لم أقدم استقالتي من هذا المنصب، بل قدمت اعتذارا.. وانا إلي الآن مازلت مستشارة لرئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون إذن لقد قدمت اعتذارا عن هذا المنصب التنفيذي فقط.
اعتذار وليس استقالة
وما هي الأسباب؟!
هناك بلاشك أسباب كثيرة جدا، لقد كنت أول رئيس بهذا الجهاز بعد ثورة 52 يناير.
إذن هل يمكن ان تحدثينا عن ارتباطك بظاهرتين ربما لم تحدثا لغيرك في هذا الجهاز، حيث كنت أول رئيس للتليفزيون المصري بعد الثورة. وكنت كذلك أول من اعتذر عن هذا المنصب؟
هذا صحيح جدا. وبالنسبة لارتباطي بتولي رئاسة التليفزيون كأول رئيس لهذا الجهاز بعد الثورة فلاشك أنه كانت هناك ظروف أدت إلي هذا الاختيار، فلم يكن لدينا وزير للاعلام آنذاك. وإنما كان لدينا رئيس لاتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو الدكتور سامي الشريف، وقد فوجئت بمكالمة تليفونية منه يطلب مني تولي منصب رئيس هذا الجهاز وبالتالي لم أكن أتوقع ذلك ولم يكن في حساباتي مطلقا ان اتولي مثل هذا المنصب، بل ولم أسع إليه مطلقا، لأن المنصب في حياتي لم يكن قضية مهمة وذلك لايماني بان أي أحد من حقه ان يختار فريق العمل الذي من الممكن ان يتعاون معه لادارة المكان.
وهل اخبرتيه بذلك.. لخوفك من المنصب؟!
لقد اخبرته بأنها مسئولية كبيرة.. كما ان المنصب كان في هذه الفترة ليس من باب الوجاهة.
وما هو مصدر الخوف بالنسبة لك؟
إن الخوف لم يكن مصدره الأحداث التي وقعت في مصر في ذلك الوقت وصاحبت ثورة 52 يناير، وإنما كان خوفي في المقام الأول مصدره المسئولية والأمانة.
وهل كنت تتصورين أن منصب رئيس التليفزيون في فترة ما بعد الثورة كان لابد وان يختلف عن الفترة السابقة لها؟!
انا كنت بعدما احسست بالخوف الشديد من تولي هذا المنصب، قررت قبوله بهدف تحقيق العدالة داخل هذا الجهاز، حيث كنت ألاحظ ان هناك معاناة كبيرة جدا وفيه ظلم ايضا، وأريد ان أؤكد لك مرة أخري انني لم افرح بهذا المنصب لان الاحساس بالمسئولية كان هو الذي يسيطر عليّ في هذا الوقت بالإضافة إلي احساسي بالقلق أيضا والذي كان مصدره انني قد حملت أمانة كبيرة جدا وعليّ أن أتصرف وفق ما يمليه عليّ ضميري، وبالتالي لم أكن أنظر أبدا إلي الكرسي الذي سوف أجلس فوقه خاصة في هذه الظروف التي حدثت فيها الثورة وما تلاها من اعتصامات واحتجاجات نتجت عن احساس الناس داخل هذا الجهاز بالظلم، عندئذ رأيت أنني سوف أواجه ثورة غضب، وكنت قد عشت بوادر هذه الثورة.. وانت تعرف انه خلال الشهرين اللذين اعقبا الثورة انفجر كل شئ.
ستة أشهر فقط
ومتي توليت هذا المنصب؟!
أنا توليت هذا المنصب بعد الثورة مباشرة واستمررت فيه حوالي ستة أشهر، وكانت هذه الفترة التي لم يكن بها وزير للاعلام.
وماذا كان هدفك بعد توليه هذا المنصب؟!
لقد توليت هذه المسئولية في فترة كانت فيها كل الناس متطلعة لكي تحقق مطالبها، وكل صاحب مظلمة بدأ يبحث عن حلول لها وبالتالي أحسست حينئذ أنني لابد وان اكون تحت أمر أي واحد من هؤلاء، ولذلك قررت ان افتح باب مكتبي لاستقبال اصحاب هذه المظالم وهذه الشكاوي وهذا أدي بي إلي ان استمر ربما لعشر ساعات في اليوم للاستماع إلي شكاوي الزملاء وبالتالي لم أكن التفت إلي الشاشة لانه لم تكن هناك شاشة أصلا!
لقد انشغلت في حل المشاكل كما حكيت من قبل.. وهذا يجعلني اسألك.. واين الاهتمام بالعمل الاعلامي خاصة وانها كانت فترة تاريخية ومصيرية غير مسبوقة؟!
كان هناك خلط كبير بين قطاع التليفزيون وقطاع الأخبار. وبالتالي عندما كان يحدث أي تقصير تجد الثوار في ميدان التحرير في ذلك الوقت يرددون الشعارات ضد ما يتم عرضه علي الشاشة.. وبالتالي يحملونني المسئولية.. مع انها مسئولية قطاع الأخبار.. عندئذ أصابني اليأس لانني كنت كل أسبوع اصبح مسئولة لأي شئ يحدث علي شاشة التليفزيون، وكنت كثيرا ما اقول لهم: انا رئيسة التليفزيون والمسئول هو قطاع الأخبار، ونظرا لما كنت اتعرض له.. كنت اتحدث مع رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون وكان بيني وبين إبراهيم الصياد رئيس الاذاعة تعاون كبير وظهر ذلك جليا في نقل بعض الأحداث الساخنة، ليس ذلك فقط بل كنت انا أول من اصدر التعليمات لنقل المظاهرات علي شاشة التليفزيون
أحرج المواقف
وهل تتذكرين احرج المواقف التي تعرضت لها وانت رئيسة للتليفزيون في هذه الفترة؟!
لقد تعرضت بالفعل لعدة مواقف في هذه الفترة اذكر منها ما حدث لي مع الشيخ حسان وكنت لم يمض علي وجودي في هذا المنصب سوي اسبوع أو اسبوعين، وكان ذلك يوم جمعة، عندما كان لابد من نقل حي لمليونية من ميدان التحرير، وكان هناك في الوقت نفسه اتفاق مسبق مع الفضائية المصرية لاستضافة الشيخ محمد حسان.. وانت تعرف ان نقل هذه المليونيات من ميدان التحرير لا نعلمها إلا في حينها أو قبلها بقليل. في حين كما قلت لك كان هناك اتفاق مسبق لاستضافة الشيخ محمد حسان في الفضائية المصرية. وقد اتصلوا بي بشأن هذا الاتفاق كي يسألونني ماذا يفعلون فأخبرتهم بان الأولوية الآن لنقل حدث المليونية وحتي لا نتعرض للقيل والقال.. أو يتم اتهامنا بالتقصير.. عندئذ تحدثت مع الشيخ محمد حسان واعتذرت له.. وعلي فكرة هذا النقل والبث الحي كان يتم مع الفضائية المصرية والقناة الاولي. ونظرا لضرورة عمل بعض الاستعدادات قبل النقل الحي.. قمنا باذاعة بعض الأغاني الوطنية، فحدث نوع من سوء الفهم.. إذ كيف نذيع أغاني وطنية ولا نذيع برنامج الشيخ حسان. واريد ان أؤكد لك مرة أخري انني قد تحدثت مع الشيخ حسان واخبرته بضرورة نقل المليونية، ويمكن للتليفزيون الآن ان يسجل معك الحلقة ثم يذيعها بعد ذلك.. بدلا من استضافته علي الهواء.. أو تأجيل ذلك إلي اسبوع آخر. فأخبرني بانه لا يحب التسجيل وانه سوف يأتي مرة أخري، هذه المكالمة تمت بيني وبين الشيخ حسان فقط، المهم فوجئت بعد ذلك بهجوم شديد وقد اتهمونني بأنني منعت الشيخ حسان من الظهور في الفضائية المصرية.
وماذا عن الموقف الآخر؟!
هذا الموقف يتعلق بالدكتور محمد البرادعي مع عمرو خالد.. وعليك ان تقدر هذه المصادفة الأخري مما جعلهم يقولون بأنني علمانية.
وما هي التفاصيل؟!
الدكتور البرادعي كان مدعوا للظهور في برنامج الداعية الاسلامي عمرو خالد.. وهو برنامج كان اجتماعيا.. ثم تحول إلي خط سياسي وبدون تنسيق معنا. وقتها قلت كان عليه ان يقول لنا ماذا سيكون عليه هذا البرنامج ايضا. ونتج عن هذا الموقف المناداة بوقفة احتجاجية ضدي لانني أمنع إذاعة بعض البرامج، حتي انني وقتها قلت لعمرو خالد انك ما دمت سوف تغير من خطة برنامجك وتستضيف الدكتور البرادعي عليك باستضافة باقي المرشحين. وانت تعرف أن الدكتور البرادعي قيمة عالمية فكيف أمنعه.. من أجل ذلك أعود وأؤكد لك أنني شعرت بحالة من التربص بي، وبالتالي فانت مطالب بان ترد علي هذا وذاك.
وهل هذان الموقفان كانا من أسباب اعتذارك عن الاستمرار في المنصب؟!
لأ.. لم يكن لهما علاقة علي الاطلاق.. وأنت تتذكر انني قلت لك ان ما حدث كان بعد اسبوع أو اسبوعين من توليه هذا المنصب.
ولماذا قدمت هذا الاعتذار؟!
دعني أقول لك أولا عن انجازاتي وما قمت به في هذه الفترة، لقد غذيت القناة الفضائية بعدة برامج ساهمت في تشغيل عدد كبير من الموجودين بالمبني.. ومن أهمها برامج التوك شو، وعلي فكرة كل البرامج الموجودة علي الفضائية المصرية حتي الآن هي التي كنت قد اقترحتها.
أيضا من قبل ان تحدثينا عن أسباب اعتذارك عن المنصب نود ان نسألك، وهل كانت لك ملاحظات علي الأداء الاعلامي في هذه الفترة وحاولت تفاديها؟!
طبعا كانت فترة انتقالية، وتتطلب طبيعة عمل مختلفة ولذلك كان علينا ان نرسي مبدأ المصداقية التي فقدناها طويلا لدي المشاهد، ورغم ان الفترة التي توليت فيها هذا المنصب صغيرة إلا أنني راضية عما حققته بنسبة كبيرة، وذلك في حدود ما توفر لي انذاك من امكانيات، لانني أؤمن بمبدأ ضرورة الاخلاص في العمل، حتي في ظل عدم وجود امكانيات لتحقيق هذا العمل بصورة كاملة، ودعني اقترب بك من الحديث الآن عن بعض أسباب اعتذاري عن هذا المنصب وما سألتني عنه من قبل. عندئذ أقول لك انني احسست بوجود مطالب كثيرة جدا وان اصحابها يطالبونني دائما بان اساعدهم للحصول علي هذه الحقوق.
نعود لك نسألك عن أسباب اعتذارك عن هذا المنصب، فماذا تقولين؟!
أولا المطالب والمشاكل المالية التي تفجرت انذاك لعدم وجود مصادر تمويل.. حيث كنا ننفق أكثر مما كان لدينا، وبشكل عام كان يوجد بهذا الجهاز نوعان من المتعاملين الاول هم الموظفون الذين يقدمون برامج ليحصلوا من ورائها علي أموال، أما النوع الثاني فهم هؤلاء الذين يريدون المنافسة رغم نقص الموارد المالية علي اعتبار أن الاعلام هو صناعة مكلفة، وهذا لم يكن متاحا كما قلت في ظل ما كنا نعاني منه من مشاكل مالية، بالاضافة إلي ذلك نقص الاعلانات التي تعتبر مصدرا مهما من مصادر التمويل.
وزير الاعلام الجديد
وهل كان قرار اعتذارك مفاجأة لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟!
لقد صادف هذا القرار تولي أسامة هيكل منصب وزير الاعلام.. وقد أخبرته وقتها بأن المهمة التي كنت قد جئت من أجلها قد انتهت وبالتالي عليك ان تبحث عن آخر لتولي هذا المنصب، لانني رغم قضائي في المنصب ستة أشهر إلا انني اعتبرها أربع سنوات.
وهل لو عرض عليك حاليا تولي هذا المنصب مرة أخري وفي ظل الأوضاع الجديدة.. فهل تقبلين أم ترفضين؟
قبل ان أجيبك علي هذا السؤال اقول لك انه من أسباب اعتذاري ايضا هو ان لدي التزاما أسريا نحو بناتي وزوجي.. وبالتالي فانني سوف ارفض لانني الآن متفرغة لبيتي.. وكنت طوال فترة رئاستي لهذا الجهاز بعيدة تماما عن البيت والأسرة التي لها الأولوية في حياتي.. ولابد ان تعرف ان رئاستك لمثل هذا الجهاز يتطلب منك وقتك كله، وبالتالي فهو مهمة شاقة لانه ليس لديك وقت لممارسة أشياء أخري في حياتك.
وهل احسست بندم علي خوضك هذه التجربة رغم صعوبتها؟
علي الاطلاق.. لانني تعلمت أشياء كثيرة جدا منها كيفية التعامل مع زملائي وكيفية امتصاص غضبهم. وقتها اعتبرتها مهمة تحد..
مشاكل الاعلام
ماهي اكبر مشكلة تعترض الاعلام المصري من اجل الانطلاق نحو الافضل؟!
إننا نحتاج الي ثورة في القوانين واللوائح التي تحكم العمل داخل هذا الجهاز.. لماذا؟!. لان لدينا قوانين ولوائح مجمدة منذ 05 عاما وليس في التليفزيون فقط بل في الاذاعة ايضا. كما نحتاج الي جهات متخصصة لتقييم الاداء الاعلامي باستمرار حتي تواكب كل التطورات المرتبطة بهذا المجال، وذلك من خلال معايير متفق عليها مسبقا.
ولماذا لم تستغلي وجودك الحالي كمستشار لرئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون لتقديم مثل هذه المقترحات... والعمل علي تنفيذها؟!
انا اعتقد ان السبب في تأخر مانريده من الاعلام هو استمرار المشكلة المالية الناتجة عن نقص في الموارد خاصة الاعلانات.. والتي بدأت تتحسن نسبيا حاليا. والدولة رغم نقص الامكانيات المادية هي التي تصرف علي الاعلام بعكس مايحدث في الفضائيات التي من الممكن ان تغلق ابوابها اذا لم تحصل علي موارد مالية تساعدها في عملها.
وهل في تصورك يتم الابقاء علي وزارة الاعلام او لابد من الغائها؟!
هذا لايمكن في الوقت الحالي.. لأن عدد الموجودين داخل هذا المبني يبلغ 04 ألف إنسان.. إذن هو دولة داخل دولة وحتي اذا ما كنا سوف نحول الجهاز الي مؤسسة اعلامية بدلا من وزارة الاعلام علينا فقط الحفاظ علي حقوق الناس.. والسبب في تصوري لالغاء الوزارة هو ألا يكون الاعلام موجها وألا يأخذ تعليماته من الوزير. وانت تعرف ان كل النظم الديمقراطية ليست بها وزارة اعلام.
وهل تؤيدين ذلك ام ترفضين؟!
انا لا أستطيع أن اقول لك أؤيد او ارفض، لان وزارة الاعلام تشرف حاليا علي 04 ألف موظف داخل المبني او ربما 64 ألفا ونسبة 02٪ فقط من الاعلاميين، والباقي اداريون. وبالتالي أي حل يضمن حقوق هؤلاء الموظفين فأنا أؤيده.
وهل سوف يتحسن الاداء الاعلامي لهذا الجهاز اذا ماتم فصله عن وزارة الاعلام ام ماذا؟!
في تصوري هذه ليست المشكلة انما المشكلة هي البحث عن الجهة التي تستطيع ان تعطي ال 64 الف موظف واعلامي داخل هذا الجهاز كل حقوقهم. وبالتالي هنا نبتعد بعض الشيء عن الاداء من اجل حل هذه المشاكل المالية المتراكمة لكل هؤلاء الموظفين لانني في الاساس انظر الي اهمية ودور العنصر البشري في نجاح العملية الاعلامية خاصة واننا اصبحنا بعد ثورة التي نادت في الاصل بالعيش والكرامة والحرية.
وهل في تصورك مسئولية رئيس التليفزيون حاليا اصبحت اصعب ام اسهل؟!
المشاكل لم يتم حلها بعد وكل شهر اصبحنا نواجه كيفية تدبير مرتبات هؤلاء الناس. ولاشك أن استمرار هذه المشاكل يؤثر بشكل او بآخر علي اداء الرسالة الاعلامية كما يجب ان تكون. ولابد ان اقول لك في هذا السياق ان كل الذين يعملون بالاعلام الآن يمرون بظروف صعبة.
وماذا يحتاج التليفزيون حاليا من اجل المنافسة؟!
يحتاج الي دماء جديدة هذه الدماء التي كنت قد قدمتها عندما توليت هذا المنصب. وحتي هذه القيادات الجديدة لم تستطع حتي الآن أن تصمد امام كم المشاكل المتراكمة داخل هذا المبني للدرجة التي جعلت بعضهم يفكر بصدق في أن يترك منصبه هروبا من هذه المشاكل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.