حالة من الرفض والترقب انتابت القوي السياسية والاحزاب عقب اعلان الرئيس محمد مرسي اختياره للدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء في أول حكومة في عهده حيث انتقدت العديد من الأحزاب طول الانتظار الذي انتهي الي هذا الاختيار مؤكدين ان الميول الدينية لوزير الري كانت احد الأسباب الرئيسية لاختياره رئيسا للوزراء ولكنه لا يعتبر الخيار الأنسب لمصر الآن.. فيما أكد حزبا النور السلفي والكرامة علي ان قنديل يملك كفاءة ادارية تؤهله لقيادة الحكومة في المرحلة المقبلة. أكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان الرئيس باختياره وزير الري رئيسا للحكومة كمن دار دورة كاملة في السماء ثم عاد للأرض مرة أخري مضيفا ان الدكتور هشام قنديل معلوم لدي الجميع انتماؤه الفكري لجماعة الاخوان المسلمين وهو الأمر الذي يذكرني باختيار الدكتور طارق البشري للجنة التعديلات الدستورية وهم ما يضعنا امام حقيقة واضحة بأن الاختيار يتم علي اساس عقائدي وليس علي التفكير. كما أبدي حزب المصريين الأحرار عن استيائه لاختيار قنديل رئيسا للوزراء لاحتياج مصر في الفترة الحالية لمحنك اقتصادي سياسي مؤكدين احترامهم لاختيار د. محمد مرسي. وأشار أحمد خيري المتحدث الرسمي لحزب المصريين الأحرار ان مصر في حاجة شخصية وخبير اقتصادي وسياسي قائلا: »مصر في حاجة ماسة للتعامل مع الملف الاقتصادي اكثر من الملف المائي«. وأكد د. عماد جاد عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديمقراطي ان اختيار رئيس الوزراء من صلاحيات رئيس الجمهورية لكن الاعلان عن اسم د. هشام قنديل لا يلبي طموحات القوي السياسية. وقال عبدالله المغازي عضو حزب الوفد ان د. هشام قنديل وزيرا محترما ولكننا لم نكن نتوقع ان يكون هو رئيس الوزراء بعد كل هذا الانتظار مشيرا الي ان وزارة الجنزوري كان بها العديد من الكفاءات اكبر من وزير الري نفسه. وقال المغازي ان رئيس الوزراء الجديد لو اختار المهندس خيرت الشاطر نائبا له سيكون هذا هو الاختيار الأمثل للإخوان وليس لمصر مشيرا إلي انه كان يري ضرورة ان يكمل دكتور كمال الجنزوري المهام حتي نهاية العام الحالي بما يملكه من كفاءة ادارية كبيرة . وقال أحمد بهاء شعبان عضو الحزب الاشتراكي المصري انه شديد الاستغراب من اختيار الدكتور قنديل لان دكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وأوساط الإخوان وعدونا بأن رئيس الوزراء سيكون شخصية وطنية مستقله مرموقة من خارج الاخوان ستقود الوطن في هذه المرحلة لكن د. قنديل بعيد تماما عن هذه الأوصاف فلم نعرف له خبرة سابقة أو علاقة مع التيارات والحركات السياسية ولم نسمع عن خبراته التي تفيد مصر في هذه اللحظات الحساسة من تاريخها. واشار شعبان الي ان هذا الاختيار يشير الي ان الحكومة القادمة ستدين بالولاء للاخوان بغض النظر عن كفاءة اعضائها مؤكدا ان رئيس الوزراء الجديد كان مطلوبا منه احداث توافق بين مختلف التيارات وحل المشكلات القائمة الآن. اما أبو العز الحريري عضو مجلس الشعب السابق فأكد ان الاشكالية ليست في اسم رئيس الوزراء الجديد ولا في كفاءته ولكن في السياسات التي ستتوجه اليها هذه الكفاءة مؤكدا علي ضرورة الانحياز للاغلبية الفقيرة والمتوسطة واعادة دوران عجلة الاقتصاد المتوقف واعادة النظر في الاموال الهائلة الموجهة الي الدعم للدعم الذي يذهب لغير مستحقيه خاصة ان البلاد تعاني من عوامل هدم كثيرة وفساد. وأضاف ان الاشكالية تتمثل في ان الإخوان هم صناع نظام السادات مبارك وليس مأمولا فيهم خيرا للمستقبل وقال ان المشكلة ليست هشام قنديل أو غيره ولكن في النظام الذي يدير المنظومة. في المقابل اكد د. يسري حماد المتحدث باسم حزب النور السلفي ان دكتور هشام قنديل يتمتع بكفاءة ادارية واسعة شهد بها كل نواب حزب النور اثناء عمله كوزير للري مشيرا الي ان البعض كان ينتظر ان يكون رئيس الوزراء الجديد من اصحاب الخلفية الاقتصادية بأعتبار ان الملف الاقتصادي من اهم القضايا التي تشغل الراي العام حاليا ولكن يمكن علي الدكتور قنديل ان يتفادي ذلك بما يملكه من خبرة ادارية تمكنه من الاستعانة بالخبراء الاقتصاديين. وأيده في الرأي محمد سامي رئيس حزب الكرامة حيث اعتبر ان اختيار قنديل لرئاسة الوزراء اختيار موفق مشيرا الي انه من الوزراء الناجحين الذين يمتلكون الكفاءة العلمية والشخصية لقيادة الحكومة الجديدة والتصدي للمشكلات التي يعاني منها المواطن المصري.