سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أسبوع الغرائب والعجائب الدوري يواجه أزمة طاحنة تهدد مسيرته قبل بلوغ خط النهاية الأخطاء التحكيمية والتجاوزات »الإعلامية« أكبر السلبيات.. وتألق الزمالك والحدود والجونة أبرز الايجابيات
لازالت أصداء العجائب والغرائب التي شهدتها مباريات الأسبوع ال32 من الدوري الممتاز لكرة القدم تتردد وبقوة في أجناب الساحة الرياضية وتنذر بتعديلات وتغييرات في التوجهات وكذلك انقلاب في الأوضاع وقرارات حازمة لتصحيح الأخطاء وتصويب الزلات.. وتأمل الجماهير أن تسفر هذه المساعي عن ارتقاء المستويات وارتفاع في النتائج وتحسن في العروض ولتكون الأسابيع القليلة المتبقية من عمر أعرق وأقدم مسابقة رياضية محلية خاتمة طيبة ونهاية جيدة لمشوار طويل ومرير قطعته الأندية ال61 المشاركة وبذلت فيه كل ما لديها من طاقة وجهد لاثبات كفاءتها وتحقيق ذاتها وارضاء وإسعاد جماهيرها.. وقبل أن نغوض في التفاصيل ونغرق في الأعماق العتمة لهذا الأسبوع القائم نوضح أن المباريات الثماني شهدت حصيلة تهديف جيدة بلغت 12 هدفا بارتفاع سبعة أهداف عن ال12 وهو الذي اكتمل عقد منافساته حيث لم يستكمل الأسبوع ال22 وتأجلت منه مباريات الثلاثي الأهلي وبتروجيت والإسماعيلي لانشغالهم بالمنافسات الافريقية.. وارتفع معدل التهديف إلي أكثر من 5.2 هدف في كل مباراة.. وضربت مباراة بترول أسيوط مع طلائع الجيش الرقم القياسي في الأهداف المسجلة وصل إلي ستة أهداف ثلاثة لكل فريق.. بينما كانت أفضل التائج لصالح حرس الحدود الذي افترس بتروجت برباعية مقابل هدف وحيد بالرغم من اهدار أحمد عبدالغني لضربة جزاء. اخطاء جسيمة كان التحكيم هو ابرز الظواهر السلبية في الفقرات المهتدئة للأسبوع ال32.. ولن يكون العلاج من خلال استقدام حكام أجانب أو حتي الاستعانة بحكام عرب وأفارقه منخفض الأسعار والتكلفة. كما ينادي البعض.. وانما من مساندة ودعم ومؤازره البضاعة الوطنية ومنحها المزيد من الثقة بالنفس ولعل المجتهدون الذين يراجعون المواقف التحكيمية بمساعدة الاجهزة التقنية وبمراجعات دقيقة وإعادة بطيئة للصور والمواقف »بالاستديو« يراعون الله وضمائرهم في زملائهم الشباب الذين يؤدون واجبهم في ظل جو مرعب ومتربص بهم من كل الجوانب.. ولا اشك للحظة في أن الأخطاء التي وقعت واسهم بعضها في تعديل النتائج وترجيح الكفات لم يصدر عن غرض أو مرض متخذي هذه القرارات.. فلا أصدق أن أي حكم يضحي بمستقبله ويعبث في ماضيه مهما كان المقابل المادي أو العيني الذي قد يلقاه وانما هي اجتهادات بشرية قابلة للخطأ والصواب وقد لعبت الأقدار دورها الفعال في أن يكون معظم الاجتهادات أقرب إلي الخطأ منها إلي الصواب.. لم تكن مباراة الأهلي مع إنبي هي الوحيدة والتي شهدت أخطاء تحكيمية وانما شهدت بعض المباريات الأخري تجاوزات وانفلاتات لم يتصد لها الحكام بحزم أو حسم وتركوا أعضاء الاجهزة الفنية واللاعبين يعبرون عن اعتراضاتهم وتحفظاتهم وبحالة من الهياج كانت تستوجب التدخل.. انتفاضة بيضاء عروض ونتائج الزمالك الأخيرة ومنذ استلم قيادته الفنية التوءم حسن في ارتفاع وارتقاء ملحوظ.. وبعد أن كان هذا الارتقاء يعتمد علي الحماس وارتفاع الحالة المعنوية.. أصبح يرتكز علي المهارة والكفاءة واللياقة والقوة.. وهي عناصر مطلوبة ومرغوبة علي البساط الأخضر.. ويكفي الزمالك شرفا أن يعترف الكابتن طارق يحيي وهو المدير الفني الكفء للإنتاج الحربي الحصان الأسمر للبطولة أن هزيمة فريقه بهدفين نظيفين لائقة ومقبولة لديه لانها جاءت بأقدام فريق عريق مثل الزمالك.. ولعل الفارس الأبيض هو الوحيد الذي قدم عرضا طيبا وبدا لاعبوه وخطوطه في حالة تماسك وتنسيق وتفاهم أغلب فترات اللقاء باستثناء الربع ساعة الأول من البداية.. ويمكن اطلاق لقب مباراة الفرص المهدرة علي لقاء الزمالك والإنتاج لانها شهدت أكثر من عشر فرص مؤكدة ضاعت باقدام ورءوس المهاجمين أمثال أحمد جعفر وشيكا بالا والمحمدي.. زلزال قمي شهدت الأندية القمية بما فيها الأهلي الذي يتبوأ المقدمة بفارق ست نقاط وله مباراة مؤجلة زلزالا عنيفا ارتفعت درجاته وولت إلي ست وسبع بمقياس ريختر حتي وأن تباينت وتفاوتت توابعه ونتائجه.. فالأهلي تمسك بقمته وحافظ مؤقتا علي الفارق المقبول علي الوصيف الزمالك الذي يزحف خلفه ويركض وراءه بوثبات طويلة وسريعة في انتظار كبوة في النتيجة وليس في العرض.. لكنه أي الأهلي خسر ما هو أثمن واعلي من النقاط والمتمثل في تقلص الاطمئنان والثقة في نفوس جماهيره وتسرب الاحباط واليأس إليها في قدرة رموزه علي المحافظة علي اللقب للمرة السادسة علي التوالي الغريب أن أداء كل الخطوط الحمراء اتسم بالارتباك وشهد عشوائية وتخبطا ومثلت كل الكرات البالونية المرفوعة في منطقة الصندوق نوعا من »الخضة« لكل المدافعين سواء بالقلب أو علي الطرفين ومن خلفهم الحارس أحمد عادل.. وعن خطي الوسط والوهجوم فحدث ولا حرج.. تاه جميعهم وافتقدت تمريراتهم للدقة وكانت تسديداتهم وتباطؤ ايقاعهم وتحركاتهم ولولا التوفيق الذي صادف أبوتريكة لما كانت المحصلة التي جناها الأهلي تزيد عن الصفر حيث بدا لاعبو إنبي أفضل من كافة الوجوه والنواحي.. الحسنة الوحيدة التي تحسب للأهلي هي النشاط الذي بدا عليه بركات والتوفيق الذي واكب أبوتريكة.. تأثر ناديا الإسماعيلي وبتروجيت بصورة اعمق وافدح من حالة الأهلي حتي مع احتفاظهما بالمركزين المتقدمين خلف الزمالك الوصيف.. خسر بتروجيت برباعية مقابل هدف وحيد من الحدود الذي ترفق باصحاب الأرض ولم يشأن أن يدمرهم نفسيا لو انه ضاعف النتيجة واحرز الفرص الضائعة والتي كان بينها ضربة جزاء سددها عبدالغني برعونة واستحق عليها التغيير. وصلات خارجة زخرت وسائل الإعلام بكل أنواعها وصورها بوصلات ومقطوعات ومعزوفات ردح تضمنت الفاظا خارجة وأوصافا هابطة وعبارات مسيئة وجهها بعض المعلقين للحكام ورد الجانب المعتدي عليه بتهديدات والفاظ أشد قسوة وضراوة وبلغت هذه المواجهات المتدنية مسامع أعضاء الأسر والعائلات.. الغريب أن أكثر الأطراف تطرفا لم يكن طرفا في المواجهات الدائرة وانما عبروا عن استيائهم لتضررهم من الموقف العام والترتيب النهائي لجدول الأندية عقب انتهاء الأسبوع ال32.. الأغرب أن رئيس اتحاد الكرة سمير زاهر اطلق تصريحا إعلاميا بأنه سيجتمع مع رئيس لجنتي الحكام والمسابقات لبحث الأوضاع وتحسين الأحوال قبل أن يواجه قارب الدوري التحطم والتصدع علي صخرات الأخطاء والتجاوزات.. ولا اعتقد أن مثل هذا التصريح كاف لامتصاص الغضب العارم وتهدئة الهياج الصارم.